الألف العاشرة قبل الميلاد على الغالب، بدأ سكانها يغادرونها على موجات بشرية مهاجرة نحو الشمال والشرق والغرب.

3- كون هذه النظرية تفسر تماثل المفردات والمفاهيم المشتركة التي تعبر عن السهول والنبات والمياه بالإضافة إلى ما ذكرته النظرية الأولى والثانية عن اسم الجمل، إذ المفروض أن شبه الجزيرة العربية كانت تحتوي على هذه العناصر بسبب مناخها المطير قديمًا، والذي تحول بعضها فيما بعد إلى صحارَى.

4- أن من غير المعقول انتقال المزارعين من مناطقهم الخصبة إلى المناطق الصحراوية القاحلة بل العكس هو الصحيح. ولما كانت نشأة الساميين الأولى بدوية؛ فلا بد أن يكون موطنهم الأول موطنا صحراويا, وشبه جزيرة العرب، بعد أن تحول كثير من مناطقها الداخلية إلى صحارى بسبب الجفاف الطارئ عليها إثر التغيرات المناخية، هي أصلح من غيرها لتكون ذلك الموطن، لا سيما وأنه قد ثبت أن معظم المدن والقرى، التي تكونت في بلاد الشام والعراق، قد كونتها عناصر بدوية جاءت إليها من شبه جزيرة العرب. فشبه الجزيرة إذن أولى أن تكون هي مهد الساميين الذين خرجت جموعهم منه إلى الأطراف.

5- كون الوضع الجغرافي لشبه الجزيرة ينطبق مع الواقع التاريخي للهجرات السامية، إذ إنها محاطة من جميع أطرافها بجبال وبحار ما عدا الجهة الشمالية، وأن الجفاف حينما بدأ يحل فيها أحال سهولها الداخلية إلى صحارى رملية قاحلة، حيث انقلب السكان إلى عرب رحل لا يستقر لهم قرار واستأنسوا الجمل الذي كان بحق "سفينة الصحراء" بالنسبة لهم. ولما نضبت موارد بلادهم الزراعية ولم تعد تفي بحاجتهم، وإذ كانوا يتكاثرون كالماء الذي ينفر من جوف حوض محدود المساحة فيفيض إلى خارج حوافه، كذلك انتشروا إلى المناطق التي تحيط بشبه جزيرتهم، ولم يكن لهم من سبيل سوى سلوك طريق الشمال إلى الهلال الخصيب، أو طريق باب المندب وبرزخ السويس إلى إفريقيا ومصر.

وللمستشرق الدكتور "دتلف نلسن" في هذا الموضوع نظرات تستلفت الاهتمام، فهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015