وهناك أخيرًا النظرية القائلة بأن شبه جزيرة العرب هي موطن الساميين الأول ومهدهم الأصلي. وأول من قال بها العالمان "سبرنجر" الألماني، و"كايتاني" الإيطالي، وأيدهما فيها كثير من العلماء والمستشرقين مثل "شرايدر ورايت وماير ومورغان وفانسان ودتلف نلسن". وأما الحجج التي أدلوا بها لتدعيمها فهي:
1- أن الأسس والشروط التي اتفق العلماء على كونها تؤلف الصفات المشتركة بين الساميين متوفرة، على أتم ما يكون التوفر، في سكان شبه الجزيرة العربية، وأن قبائل شبه الجزيرة قد حافظت على النموذج السامي الخالص بسبب وضعها الجغرافي الذي لا يسمح بالامتزاج مع الشعوب الأخرى، وأن اللغة العربية أصلح لغة تمثل خصائص اللغة السامية الأم.
2- أن شبه الجزيرة العربية كانت في غابر الأزمنة مطيرة كثيرة النباتات والمزروعات، تتوفر فيها جميع وسائل العيش الرغد -وقد أورد العلماء على ذلك أدلة كثيرة ذكرتها سابقًا في بحث المناخ- وقالوا: إن السكان فيها كانوا يتكاثرون كثرة عظيمة، حتى إذا حل الجفاف تدريجيا محل الرطوبة، والمحل مكان الخصب، وذلك منذ حوالي