ترعى إبل الملوك"1 وللعرب في الحمى أشعار كثيرة, فمن قول لأعرابي:
خليلي ما في العيش عيب لو أننا ... وجدنا لأيام الحمى من يعيدها
ليالي أثواب الصبا جددٌ لنا ... قد أنهجت هذي عليها جديدها
أما حيوانات شبه الجزيرة فأهمها وأبرزها الجمل الذي يلائم المناطق الصحراوية لطول المدة التي يتحمل فيها العطش. فالإبل تستطيع أن تسير 17 يومًا دون أن تتناول الماء في جو ترتفع فيه الحرارة إلى 100 درجة فهرنهايتية، بينما لا تطيق الأغنام والماعز انحباس الماء عنها أكثر من يوم أو يومين، كما يستطيع الجمل أن يشرب عددًا كبيرًا من جالونات الماء دفعة واحدة، وأن يتحمل ارتفاعا في درجة الحرارة يصل إلى 11 درجة فهرنهايتية فوق المعدل العادي لدرجة حرارة الجسم دون أن يفقد الكثير من الماء بالعرق, والإبل تختزن الطاقة شحمًا في أسنامها.
وينقل "أرتميدس" اليوناني وغيره عن "إسترابون" أخبارًا توحي بالثقة ربما كانت منقولة عن "أرسطون" "أواخر القرن 3 ق. م" أنه وجد في الشمال الأوسط لشبه جزيرة العرب "الحجاز" قطعانًا من الحيوانات البرية وحميرًا وحشية وجمالًا برية وأيائلَ وغزلانًا، وكذلك أسودًا كثيرة ونمورًأ وذئابًا. كما أثبت "ليتمان" "1943م" أن الرسوم المنقوشة على الصخور التي عثر عليها في أثناء البحث عن النقوش, التي تركها قوم ثمود على الصخور تدل على وجود حيوانات صيد مثل الغزلان البرية وبقر الوحش والوعول والخنازير البرية والأرانب البرية والنعام والأسود والذئاب والضباع، بالإضافة إلى حيوانات مستأنسة كالجمال والخيول والكلاب والماعز2.
ولا يستطاع معرفة متى استؤنس الجمل في شبه الجزيرة. وقد جاء في دائرة المعارف الإسلامية أن ذلك قد حصل حوالي القرن 11 ق. م. وفي جنوبي شبه الجزيرة، لكن بعض الدلائل تشير إلى أنه قد تم قبل ذلك بكثير. فقد تحدث "التوراة" "سفر القضاة، إصحاح 7" عن حملة عربية بدوية قام بها المديانيون والعمالقة وبنو الشرق على