الدبران، الزهرة، الثريا، المجرة، الفرقدان، السماكان، الشعريان. وسموا أولادهم بأسماء بعضها مثل: سهيل، هلال، الزبرقان1.
ومما يلاحظ أن معلومات العرب الجاهليين الفلكية عملية، ولا تعتمد على المسلمات العلمية والحساب، وكانت تتناقل بالرواية وتحفظ بالمران والمخالطة، ولم يُعن أحد بتدوينها أو التأليف فيها. ويظهر أن بعض معلوماتهم الفلكية قد تسربت إليهم من جيرانهم البابليين والكلدانيين في العراق.
أما الطب، فبالرغم من أنه كان يعتمد في كثير من الأحيان على التعاويذ والرقى والعزائم وطرد الجن من جسم المريض، أو بعبارة موجزة على الشعوذة، فإنهم قد اعتمدوا أيضا على التجربة. فقد عرفوا التداوي بالحشائش، واستعملوا البتر لمداواة الأعضاء الفاسدة في الجسم، والكي والحجامة ومداواة العيون وغير ذلك. كما كان لهم أطباء تعلموا في فارس أو بلاد الروم, فالحارث بن كلدة تعلم في فارس وتمرن فيها، وعرف تشخيص الداء ووصف الدواء. ونشأ ابنه النضر طبيبًا كأبيه، وهو الذي أمر الرسول بقتله، وكان قريبا له "ابن خالته"؛ لأنه حارب الدعوة الجديدة حربًا شعواء، وكان كثير الأذى للرسول2.
ومن وصف طرفة بن العبد لناقته بثلاثين بيتًا، جاء فيها قوله:
وجمجمة مثل العلاة كأنما ... وعى الملتقى منها إلى حرف مبرد
وأروع نباض أحذّ ململم ... كمرداة صخر في صفيح مصمد3
يتضح أنه لاحظ بعض الأمور من تشريح الحيوان، لا تدل على مجرد ملاحظة عابرة، بل على مشاهدة عاقلة وواعية، هي بعلم الطب والتشريح ألصق. فقد شبه جمجمة الجمل بالسندان، وأدرك أنها مؤلفة من عظام مسننة الأطراف، متداخلة يمسك