فالبيئة البدوية بيئة غزو وغارات، وما ذلك إلا لأن الصحراء قليلة الموارد شحيحة النبات. فالقبيلة التي تشعر بأنها لا تملك ما يؤمن لها موارد الرزق والمعيشة، ترى من حقها أن تأخذ ممن يملك، حتى أصبح الغزو جزءًا من عقلية البدوي وطبعه، فإذا لم يجد من يغزوه من أعدائه أو من البعيدين عنه، أغار على جيرانه، أو حتى على ذوي قرباه. يقول الشاعر القطامي في ذلك:
وأحيانًا على بكر أخينا ... إذا ما لم نجد إلا أخانا