وقد وقع بين بني عامر بن صعصعة من قيس عيلان، وبين النعمان بن المنذر أبي قابوس، عندما تعرضوا للطيمته، التي كان يجهزها في كل عام، ويرسلها إلى سوق عكاظ. وكان بنو عامر قومًا حُمْسًا، متشددين في دينهم، لقاحًا لا يدينون للملوك، فما كان من النعمان إلا أن وجه إليهم أخاه لأمه "وبرة الكلبي"، ووضع تحت أمره الصنائع والوضائع، وجماعات من بني ضبة والرباب وتميم، وقد أوصاهم إذا فرغوا من البيع وانسلخت الأشهر الحرم، أن يقصدوا بني عامر وهم بنواحي السلان بالقرب من عكاظ.
غير أن قريشًا قد علمت بالمكيدة والخطة بالرغم من تكتم القائمين على الحملة، وأرسلت إلى بني عامر تحذرهم، فتهيئوا للحرب وسلموا قيادتهم لفارس مشهور هو عامر بن مالك المعروف باسم "ملاعب الأسنة", والتقى الفريقان في "السلان" فتغلب العامريون على جيش النعمان وهزموه وأسروا أخاه "وبرة" ولم يفكوا إساره إلا بألف بعير وفرس1، ومن الأيام التي وقعت بين القبائل العربية والمناذرة: