مكة:

التي تقع في وادٍ جديب غير ذي زرع، وفي منطقة جافة قارِّية المناخ حارة جدا في الصيف، إذ تشرف عليها جبال جرد تزيد في قساوة مناخها. ومع أن أمطارها قليلة، قد تمر سنة أو سنتان أو ثلاث لا تهطل عليها قطرة من المطر، فإنها حينما تهطل -وكثيرًا ما يحدث ذلك فجأة- تكون من الغزارة والقوة بحيث تشكل سيولا تنحدر في الشعاب والوديان وتهدد الكعبة أحيانا، بل قد تغمر جوانبها لأيام عديدة وتترك في إثرها ركامًا من الطين والحصى1.

إن مكة بلدة قديمة، ذكرها بطليموس الإسكندري الذي عاش في القرن الثاني الميلادي، في كتابه الجغرافي باسم "مكورابا Macoraba" ولا بد أنها أقدم منه بكثير, غير أننا لا نجد كتابة جاهلية تدلنا على اسمها القديم. وإذا صحت تسمية بطليموس، ولم تكن محرفة عن الأصل، فهي تقابل لفظة "مكرب" التي تقدم معنا أنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015