من اللبن، حتى رجعت إليه قوته ثم رجع ذات يوم إلى الشجرة فوجدها قد يبست، فحزن وبكى عليها، فعوتب فقيل له: أحزنت على شجرة، وبكيت عليها ولم تحزن على مائة ألف أو زيادة أردت هلاكهم جميعا! ثم إن الله اجتباه من الضلالة، فجعله من الصالحين، ثم أمر أن يأتي قومه ويخبرهم أن الله قد تاب عليهم فعمد إليهم، حتى لقي راعيا، فسأله عن قوم يونس وعن حالهم، وكيف هم؟ فأخبره أنهم بخير، وأنهم على رجاء أن يرجع إليهم رسولهم، فقال له: فأخبرهم أني قد لقيت يونس.

فقال: لا أستطيع إلا بشاهد، فسمى له عنزا من غنمه، فقال: هذه تشهد لك أنك قد لقيت يونس، قَالَ: وماذا؟ قَالَ: وهذه البقعة التي أنت فيها تشهد لك أنك قد لقيت يونس قَالَ: وماذا؟ قَالَ: وهذه الشجرة تشهد لك أنك قد لقيت يونس وإنه رجع الراعي إلى قومه فاخبرهم انه لقى يونس فكذبوه وهموا به شرا، فقال: لا تعجلوا علي حتى أصبح، فلما أصبح غدا بهم إلى البقعة التي لقى فيها يونس فاستنطقها، فاخبرته أنه لقي يونس، وسأل العنز، فأخبرتهم أنه لقي يونس، واستنطقوا الشجرة، فأخبرتهم أنه قد لقي يونس ثم إن يونس أتاهم بعد ذلك قَالَ:

«وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ» .

حَدَّثَنِي الحسين بن عمرو بن مُحَمَّد العنقزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عن إسرائيل، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن مسعود في بيت المال، قَالَ: إن يونس كان وعد قومه العذاب، وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام، ففرقوا بين كل والدة وولدها، ثم خرجوا فجأروا إلى الله، واستغفروه، فكف الله عنهم العذاب، وغدا يونس ينتظر العذاب، فلم ير شيئا، وكان من كذب ولم يكن له بينه قتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015