بل كم رأيت الدهر زايل بينه ... من لا يزايل بينه الأخلاق
طابت به الزباء وقد جعلت لها ... دورا ومشربة لها أنفاق
حملت لها عمرا ولا بخشونة ... من آل دومة رسلة معناق
حتى تفرعها بأبيض صارم ... عضب يلوح كأنه مخراق
وأبو حذيفة يوم ضاق بجمعه ... شعب الغبيط فحومة فأفاق
وله معد والعباد وطيّئ ... ومن الجنود كتائب ورفاق
يهب النجائب والنزائع حوله ... جردا كأن متونها الإطلاق
فآتت عليه ساعة ما إن له ... مما أفاء ولا أفاد عتاق
فكأن ذلك يوم حم قضاؤه ... رفد أميل إناؤه مهراق
وقال بعض شعراء العرب:
نحن قتلنا فقحلا وابن راعن ... ونحن ختنا نبت زبا بمنجل
فلما أتتها العير قالت أبارد ... من التمر هذا أم حديد وجندل
وقال عبد باجر- واسمه بهرا من العرب العاربة، وهم عشرة أحياء: عاد، وثمود، والعماليق، وطسم، وجديس، واميم، والمود، وجرهم، ويقطن، والسلف قَالَ: والسلف دخل في حمير-: