جئت بما صاء وصمت فذهبت مثلا وقال ابن الكلبي: وكان قصير يكمن النهار ويسير الليل وهو أول من كمن النهار وسار الليل: فخرجت الزباء فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها، فقالت:

يا قصير:

ما للجمال مشيها وئيدا! ... أجندلا يحملن أم حديدا!

أم صرفانا باردا شديدا!

فدخلت الإبل المدينة، حتى كان آخرها بعيرا مر على بواب المدينة وهو نبطى بيده منخسة، فنخس بها الغرائر التي تليه، فتصيب خاصرة الرجل الذي فيها، فضرط فقال البواب بالنبطية بشتابسقا يعني بقوله:

بشتابسقا: في الجوالق شر وأرعب قلبا، فذهبت مثلا، فلما توسطت الإبل المدينة أنيخت، ودل قصير عمرا على باب النفق قبل ذلك، وأراه إياه، وخرجت الرجال من الغرائر، وصاحوا: بأهل المدينة! ووضعوا فيهم السلاح، وقام عمرو بن عدي على باب النفق، وأقبلت الزباء مولية مبادرة تريد النفق لتدخله، وأبصرت عمرا قائما، فعرفته بالصورة التي كان صورها لها المصور فمصت خاتمها، وكان فيها سم- وقالت: بيدي لا بيدك يا عمرو، فذهبت مثلا، وتلقاها عمرو بن عدي، فجللها بالسيف فقتلها، وأصاب ما أصاب من أهل المدينة، وانكفأ راجعا إلى العراق، فقال عدي بن زيد في أمر جذيمة وقصير والزباء وقتل عمرو بن عدي إياها قصيدته:

أبدلت المنازل أم عفينا ... تقادم عهدها أم قد بلينا

إلى آخرها.

وقال المخبل، وهو ربيعة بن عوف السعدي:

يا عمرو إني قد هويت جماعكم ... ولكل من يهوى الجماع فراق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015