ياسين، محمد ديب، وغيرهم ترجموا إلى العربية وتداول الناس كتابتهم أكثر مما تداولها القراء بالفرنسية .. ولاقوا من الاحترام والتبجيل ما لم يلاقوه بفرنسا التي كتبوا بلغتها، ففرنسا تستغلهم والمشرق يحترمهم ولعل الفرق واضح بين الاستغلال والاحترام.
ويجدر بي قبل أن أضع نقطة الختام لهذا التعليق أن أشير إلى أن الدولة العبرية في البلاد العربية باعتبارها تفتقد إلى الكثير من مقومات الشرعية منذ أن بدأت تظهر في أعقاب الحرب العالمية الأولى تحاول (حتى تكتسب بعض الشرعية) أن تضرب الوحدة العربية في الأعماق فتخلق بينها كدول الكثير من المشاكل على حدودها وتخلق داخل هذه الحدود الكثير من المشكلات بين جهات وعشائر ومدن وقرى القطر الواحد .. ولا نعتقد أن هذا سيكسب أي قطر قوة، وأي دولة شرعية، فالأمة العربية واحدة في التاريخ وفي الجغرافية وفي الثقافة وفي الهموم وفي المصير أيضا وهي باقية والحكام إلى زوال!!
وبكلمة واحدة مختصرة أقول أن البربر كما أثبت التاريخ هم شركاء أصليون ومؤسسون في الحضارة العربية (وليس أية حضارة أخرى) وهم مسؤلون بنفس الدرجة من المسؤولية على ازدهارها السابق وتخلفها الحالي وتجددها المتوقع والمطلوب وليس هذا موقعهم أو موقفهم في الحضارة الأوروبية قديما وحديثا ومستقبلا.
سهيل الخالدي