منذ أن كان الزمان، مكان أبوليوس ابن مداوروش كاهنا من كهان آلهة المصريين القدامى، إن الجزائريين والبربر منهم على وجه الخصوص عبدوا آلهة الفينيقيين وطوروا في الديانات الفينيقة حسب مقتضيات أحوالهم وعبدها الفينيقيون أنفسهم مطورة ومنها الآلهة "أوروبا" التي سميت القارة الأوروبية باسمها. أما في العصر الإسلامي فإن علماء المغرب العربي من أندلسيين وغير أندلسيين هم قادة الفكر في المشرق العربي وخاصة في المسائل الدينية "فإبن العربي" له في دمشق المكانة العظمى وأما سيدي بومدين في القدس فله من القداسة الشيء الكثير.
وينظر رجل الشارع المشرقي إلى "المغربي" نظرة احترام عالية فالمغاربة في نظر المشارقة هم رجال التقى والنقى، بحيث يعتقد العوام هناك أن "حرز" المغربي أكيد الأثر، كما ينظر المشارقة إلى المغاربة على أنهم رجال صناديد يأتون من البطولات ما لا يقدر عليها غيرهم، وقد زادت الثورة الجزائرية هذه النظرة تأكيدا وترسيخا، وقد عومل الزعيم الوطني حسين آيت أحمد خلالها باعتباره قائدا قوميا عربيا في المغرب والمشرق، وينظر المغاربة إلى المشارقة على أنهم أهل حضارة وإبداع وإعمال نظر، وهكذا رأينا أن كثيرا من الأقطار التي تنبت في المشرق تجد لها صدى في المغرب، والعكس صحيح أيضا، فهذا ابن خلدون وابن رشد وغيرهما من المغاربة يلاقون الاحترام في المشرق أكثر مما يلاقونه في المغرب، وهذه الدولة الفاطمية التي بنت القاهرة (التي تكاد تكون عاصمة العرب في هذا العصر) تدرس في المشرق أكثر مما تدرس في المغرب بل هاهم الكتاب الجزائريون باللغة الفرنسية من أمثال مالك حداد، كاتب