تاريخ الزواوه (صفحة 25)

ولم يقل أحد من المشارقة أن هؤلاء أمازيغ أو بربر أو قبائل ليس لهم أن يحتلوا مكانة في المجتمع، بل على العكس تماما فإن هؤلاء هم الذين حمو النصارى في الفتنة التي أشعلتها الدول الكبرى في الشام عام 1860، وفي عام 1877 عرض المشارقة على الأمير عبد القادر الجزائري أن يكون ملكا على رأس الدولة العربية التي أرادوا استقلالها عن تركيا التي استبدت وابتعدت عن روح الإسلام.

وكان هؤلاء الأمازيغ بمن فيهم الدفعات التي هجرت إثر ثورة المقراني عام 1871 ومجموعة الشيخ محمد بن يلس التي هاجرت إثر قانون التجنيد الإجباري عام 1911 يوجهون المجتمع الشامي ضد كل الاستعمار الغربي، والفرنسي منه خصوما، وضد الاستبداد التركي، ويثيرون في هذا المجتمع الشامي روح القومية العربية والثقافة العربية الإسلامية ويحيون الأمجاد العربية، فاستجاب لهم المجتمع وعمل تحت رايتهم وقد تأسست نتيجة هذه الحركة "جمعية النهضة العربية" عام 1904 بقيادة الشيخ طاهر السمعنوي الجزائري ابن الشيخ صالح السمعوني الذي هاجر كما أشرنا عام 1847 من بجاية تحديدا من وغليس بلدية سيدي عيش دائرة أقبو في واد الصومام وقبيلة بني سمعون التي عند أهلها الخبر اليقين.

ومن جمعية النهضة العربية انبثفت جمعيات القومية العربية كالجمعية القحطانية وجمعية العهد وجمعية العربية للفتاة التي أعلنت الثورة العربية على تركيا عام 1916 - 1918 بالاتفاق مع شريف مكة الحسين بن علي وولده فيصل. وقد أعدم الأتراك خيرة رجال هذه الجمعيات وفي طليعتهم ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015