على حسب الزمان والمكان وكذلك لابد من التبصر والتدبر في مقاصد المؤسسين رحمهم الله لا لنتخذهم أولياء وشفعاء وتطوف بقبابهم ونستلم أحجارهم ونتظر تصرفهم فينا ونسند إليهم ما يصيبنا بسبب تقصيرنا ونقسم بهم وعليهم وحتى ما يصيبهم هم أنفسهم في مقاماتهم وقببهم ذلك إذا تهدمت وتخربت أو أصيب أولادهم فنقول أن الشيخ الولي رحمه الله هو الذي شاء ذلك ولو لم يشأ ما وقع وهذا كفر صراح وضلال واضح وهو مما يسخط ذلك الولي الصالح المؤسس ويتبرأ من أعمالنا إذا قال له الله يوم القيامة: ءأنت قلت للناس اتخذوني متصرفا وأن جميع ما يصيبكم وما يصيبني أنا نفسي ولو لم أشأ ما وقع فيقول {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب} إني أسست زاوية ومسجدا للصلاة والاجتماع والتعليم وليتبصر العباد سبيل الرشاد. قلت إن مراد المؤسسين لا يخفى إنه اجتماعي ديني علمي فالاجتماع للصلوات المفروضة وللنظر في شؤون جماعتهم من فصل القضايا والإصلاح بين الناس والتعاون في القرى عند اللزوم والدفاع والهجوم إلى غير ذلك من التضامن الاجتماعي الطبيعي في كل زمان ومكان وقد اتخذ ذلك نصارى أوروبا فحرمناه نحن لأنه من فعال النصارى، والدين
جاء للنظر في شؤونه من دراسة العلوم الشرعية، تفسير، حديث، فقه، علم الكلام، وما به يتوصل إليها من العلوم العربية آلات تلك العلوم وكون المؤسسين خصصوا القرآن فقط بناءا على أن المبادئ بالترتيب الطبيعي فالصبي قليل الفهم والإدراك كثير الحفظ فأسسوا له لمبادئ تعليمه قراءة القرآن أو أن