لحماية الدستور ومجلس المبعوثين
ثمَّ حاصر جَيش الْحُرِّيَّة الاستانة فاوفد المبعوثون وَفْدًا لمقابلته
وَدخل الْجَيْش تَحت قيادة مَحْمُود شوكت باشا الاستانة وحاصر يلديز وَحدثت هُنَاكَ موقعة كَبِيرَة انْتَهَت بِتَسْلِيم حامية يلديز
وَلَكِن السُّلْطَان عبد الحميد اسْتمرّ على المقاومة فقرر جَيش الْحُرِّيَّة ان يحمل الحملة الاخيرة فاطلقت القنابل على حامية الْبَاب العالي والنادي العسكري واستولت عَلَيْهِمَا
ثمَّ قبضت على الكثيرين من انصار الحكم الْقَدِيم الَّذين اثاروا الْفِتَن وَمن بَينهم مُرَاد بك الداغستاني واعدم الجواسيس رميا بالرصاص وَيقدر عدد الْقَتْلَى 1200 قَتِيل وحاصرت الْجنُود الدستورية بعْدهَا قشلاقات اسكودار فاستولت عَلَيْهَا وَلم يبْق اذ ذَاك أَي خطر على القانون الاساسي فَعَاد اعضاء البرلمان إِلَى الاستانة وَاجْتمعت الجمعية العمومية لتتداول فِي امْر السُّلْطَان عبد الحميد
وَكَانَت النتيجة عزل السُّلْطَان عبد الحميد وتولية السُّلْطَان رشاد مَكَانَهُ
وَتمّ يَوْم 27 ابريل سنة 1909 تتويج السُّلْطَان رشاد باسم السُّلْطَان مُحَمَّد الْخَامِس وَبِالْجُمْلَةِ فان انصار الاستبداد اثاروا فتنتهم الاخيرة فَوَقع الدستور فِي ازمة شَدِيدَة وتشتت شَمل عشاقه وحماته وترقب الْمَلأ ان يُعِيد السُّلْطَان عبد الحميد مَا فعله مَعَ الدستور الاول وَلَكِن كَانَت الرّوح الدستورية قد قويت فِي قُلُوب العثمانيين وارتكزت على قُوَّة الْجند فَاحْتمل انصار الدستور تِلْكَ الضَّرْبَة بِالصبرِ والثبات وتجدد النزاع الطبيعي بَين الاستبداد وَالْحريَّة وانْتهى بخلع السُّلْطَان عبد الحميد
3