حَادِثَة جراغان
وَفِي يَوْم 17 جُمَادَى الاولى 19 مايو حصلت بالاستانة حَادِثَة كَادَت تكون سَببا لدُخُول عَسَاكِر الروس اليها واحتلالها عسكريا وَذَلِكَ ان شخصا يدعى عَليّ سعاوي افندي بخاري الاصل اتى إِلَى الاستانة لطلب الْعلم وَتحصل على نصيب وافر من الْعُلُوم الْعَرَبيَّة حَتَّى صَار على جَانب عَظِيم من الفصاحة فِي الانشاد والخطابة لكنه كَانَ ميالا إِلَى اثارة الْفِتَن والقاء الدسائس فنفي اولا سنة 1287 1870 وَمكث خَارِجا عَن الْبِلَاد تسع سنوات ثمَّ عَاد إِلَى الاستانة بمسعى مدحت باشا وَعين نَاظرا على الْمكتب السلطاني الَّذِي يتَعَلَّم فِيهِ اولاد جلالة مَوْلَانَا السُّلْطَان عبد الحميد ثمَّ عزل لعدم تحسن احواله وتدخله فِي الامور السياسية وَبعد عَزله اخذ يدبر فِي طَريقَة لاثارة فتْنَة فِي الاستانة لعزل السُّلْطَان عبد الحميد واعادة السُّلْطَان مُرَاد إِلَى عرش الْخلَافَة وانتهز لذَلِك فرْصَة اشْتِغَال الدولة بالمخابرات السياسية واضطراب الافكار بِسَبَب احتلال الروس لضواحي الاستانة وَوُجُود نَحْو 150000 الف نفس من الْمُسلمين الْمُهَاجِرين من الْبِلَاد الَّتِي وطئتها عَسَاكِر الروسيا بخيولها وَمِنْهُم من هُوَ غير رَاض عَن الْحَالة الْحَاضِرَة وَاتفقَ مَعَ نحوة مِائَتَيْنِ مِنْهُم على تَنْفِيذ مَا يكنه صَدره من الْفِتَن واجتمعوا فِي الْيَوْم الْمَذْكُور قبل الظّهْر وانقسموا إِلَى قسمَيْنِ الْقسم الاول مِنْهُم قصد سرَايَة جراغان من جِهَة الْبَحْر تَحت رئاسة زعيم يُقَال لَهُ صَالح بك وَالثَّانِي تَحت رئاسة عَليّ سعاوي افندي من جِهَة الْبر وَكَانُوا جَمِيعهم متزيين بزِي الْمُهَاجِرين ثمَّ اجْتمع القسمان عِنْد بَاب السَّرَايَة وحاولوا الدُّخُول فِيهَا فَمَنعهُمْ الحارس فَقَتَلُوهُ ودخلوا السَّرَايَة وصاروا يفتشون على السُّلْطَان مُرَاد حَتَّى عثروا عَلَيْهِ فِي حجرته وَسلمهُ سعاوي افندي طبنجة مسدس
وَفِي اثناء ذَلِك اتت فرقة من الْجنُود من سراي يلدز الْمُقِيم بهَا السُّلْطَان عبد الحميد وحاصرت الثائرين من جِهَة الْبر كَمَا حاصرتها قوارب المراكب البحرية من جِهَة الْبَحْر وَلم يمض الا قَلِيل حَتَّى قتل الْجند جَمِيع من دخل السَّرَايَة من الثائرين وَفِي مقدمتهم رَئِيس الْعِصَابَة على سعاوي وَبعد اطفاء هَذِه الْفِتْنَة وَالْقَبْض على من بَقِي حَيا مِنْهُم نقل السُّلْطَان مُرَاد وعائلته إِلَى قصر دَاخل ضمن سراي يلدز العامرة وَبِذَلِك