واخيرا فِي محاربة الْجَبَل الاسود وَوجه اهتمامه لاسترداد مضايق شيبكا من ايدي الروس وكادت الفرقتان الاخيرتان تتمّ ماموريتهما فتتحد الجيوش العثمانية وتسير مَعًا لارجاع الروس إِلَى التخوم وقهرهم على اجتياز نهر الطونه خائبين لَوْلَا خِيَانَة دي هُوَ هنزولرن امير رومانيا ومجيئه إِلَى ميدان الْقِتَال بِنَحْوِ مائَة الف مقَاتل ملئت قلوبها غلا للدولة الْعلية صَاحِبَة السِّيَادَة ومجيء قَيْصر الروس بِنَفسِهِ لتشجيع العساكر على الْحَرْب وَبث روح الثَّبَات والاقدام فيهم فَانْقَلَبت الْحَال وَلم تَجِد العثمانيون انتصاراتهم المتعددة على الروس حوالي بلفنه وامام مضيق شيبكا لتوارد المدد يوميا من الروسيا ثمَّ صمم الروس على محاصرة بلفنه محاصرة اصولية لتيقنهم من اسْتِحَالَة اخذها هجوما نظرا لمناعة المعاقل والحصون الَّتِي اقامها عُثْمَان باشا حولهَا واناطوا هَذِه المامورية بالجنرال تودلين الَّذِي اشْتهر بالدفاع عَن مَدِينَة سباستوبول فِي الْحَرْب السَّابِقَة فَجمعُوا حولهَا الْعدَد الْكَافِي من العساكر والمدافع لاتمام حصارها والاحاطة بهَا احاطة السوار بالمعصم وَبعد عدَّة وقائع تمّ حصارها فِي 24 اكتوبر سنة 1877 وَصَارَ وُصُول المدد اليها مستحيلا وابتدأت الاعمال للاستيلاء على الْحُصُون الامامية وَاسْتمرّ الْقِتَال حولهَا وَلَا شَيْء يثنى عُثْمَان باشا وجيوشه عَن الدفاع حَتَّى نفذ مَا كَانَ عِنْده من الذَّخَائِر والمؤن فعزم على الْخُرُوج بجيوشه والمرور من وسط الاعداء فيسلموا وَيسلم مَعَهم اَوْ يموتوا شُهَدَاء الدفاع عَن بَيْضَة الاسلام وَلما عقد على هَذَا الْعَزْم استعد لانفاذه حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم 10 دسمبر سنة 1877 اخلت العساكر العثمانية جَمِيع القلاع المحيطة بِالْمَدِينَةِ وَخَرجُوا جَمِيعًا من جِهَة وَاحِدَة مهللين ومكبرين فقابلهم الْعَدو بمقذوفاته الجهنمية اما لليوث العثمانية فل تعبأ بهم بل استمرت فِي سَيرهَا عدوا نَحْو الاستحكامات الَّتِي كَانَ اقامها الروس حول الْمَدِينَة على ثَلَاثَة خطوط متعاقبة ونفذوا كالسيل المنهمر من اعالي الْجبَال الَّذِي لَا يعوقه شَيْء فِي اندفاعه على مدافع الْخط الاول وَالثَّانِي وكادت تستولي على الْخط الثَّالِث وتتخلص من هَذَا الْحصار وتفوز بالنصر الْمُبين لَوْلَا ان اصيب قائدهم عُثْمَان باشا الْغَازِي برصاصة نفذت من سَاقه الايسر وَقتلت حصانه فَسقط هَذَا الشجاع على الارض وظنت عساكره انه اسْتشْهد وبمجرد مَا شاع خبر مَوته الْغَيْر حَقِيقِيّ استولى الفشل على جَمِيع الْجنُود وارادت الرُّجُوع إِلَى الْمَدِينَة وَحَيْثُ كَانَ قد احتلها الروس عقب خُرُوجهمْ مِنْهَا قابلهم