يقيمان الدول الاخرى الدَّاخِلَة فِي المعاهدة وسطا بَينهمَا منعالما ينشأ عَن ذَلِك الْخلاف من الضَّرَر
وَبعد ذل اصدرت الدولة اوامرها إِلَى جيمع رُؤَسَاء الجيوش بملاقاة الْعَدو بِمَا جبلت عيه العساكر الشاهانية من البسالة والثبات واصدر سيدنَا شيخ الاسلام فتوتين بتاريخ 8 جُمَادَى الاولى سنة 1294 الْمُوَافق 21 مايو سنة 1877 احداهما بِوُجُوب الْقِتَال على كل مُسلم وَالثَّانيَِة باضافة لَفْظَة غَازِي على اسْم جلالة السُّلْطَان فِي الاوامر وعَلى المنابر بِنَاء على ماجاء فِي الحَدِيث الشريف من جهز غازيا فِي سَبِيل الله فقد عزا
اما دوَل اوروبا فاظهروا جَمِيعًا عدم المساعدة للدولة وَلَو ادبيا وقلبوا لَهَا ظهر الْمِجَن بعد مااوصلوا الْمَسْأَلَة إِلَى الْحَرْب بتداخلهم الْغَيْر شَرْعِي واقتراحهم على الْبَاب العالي مَا لَا يُمكنهُ قبُوله وان قَالَ معترض مخاتل ان انكلترا اعترضت على هَذِه الْحَرْب بِجَوَاب ارسله اللورد دربي إِلَى اللورد اغسطوس ليفتوس سفير انكلترا فِي عَاصِمَة الروسيا بتاريخ اول مايو سنة 1877 فَنَقُول ان ذَلِك لم يكن حبا للدفاع عَن الدولة الْعلية فانها لم تحرّك مركبا وَلَا جنديا لموآزرتها انما كَانَ احتجاجها خوفًا على مصالحها وعَلى حريَّة الملاحة فِي بوغاز السويس من ان تعبث بهَا ايدي الروسيا بِحجَّة ان مصر جُزْء من الدولة الْعلية وعساكرها متحدة مَعَ جيوش الدولة فِي محاربتها لَكِنَّهَا كفت عَن الْمُعَارضَة والتزمت الحيادة كباقي الدول بِمُجَرَّد مااجابها الْبُرْنُس غورشاكوف بتاريخ 7 مايو ان الروسيا لَيْسَ من قَصدهَا ان تحصر خليج السويس وَلَا ان تتعرض لمنع سير السفن فِيهِ فانها تعتبره بِمَنْزِلَة مصلحَة عمومية تشترك فِيهَا تِجَارَة جَمِيع الامم فَيجب ان يبْقى دَائِما سالما من التَّعَرُّض اما مصر فانها جُزْء من الممالك العثمانية وعساكرها مختلطة بالعساكر التركية وَمن ثمَّ يسوغ للروسيا ان تعتبرها محاربة لَهَا وَمَعَ ذَلِك فان الروسيا لَا تتخذها هدفا لاعمالها الحربية لما فِيهَا لاوروبا عُمُوما وانكلترا خُصُوصا من الْمصَالح