تشرنايف عَن الْفرْقَة الَّتِي كَانَت معسكرة بِمَدِينَة زايتسا وَتَحْت قيادة لاشانين وَحَيْثُ ان فصل هَاتين الْفرْقَتَيْنِ وَقطع كل اتِّصَال بَينهمَا لَا يكون الا باحتلال مَدِينَة نياشيواز صدر اوامره إِلَى احْمَد ايوب باشا وَسليمَان خيري باشا بالتوجه نَحْوهَا من جِهَتَيْنِ مختلفتين وَفتحهَا بعد الانضمام إِلَى بعضهما فصدعوا بامره وفتحوا الْمَدِينَة عنْوَة فِي يَوْم 3 اغسطس بعد ان انتصروا فِي عدَّة وقائع مَشْهُورَة ثمَّ استراحت الجيوش نَحْو اسبوعين بِدُونِ محاربات مهمة
وَمن 20 اغسطس استؤنفت الْحَرْب ثَانِيَة بِكُل شدَّة واستمرت اربعة ايام مُتَوَالِيَة لم يُمكن الجيوش المظفرة فِي اثنائها فتح مَدِينَة الكسيناس وَلذَلِك اقر رايه بعد مُشَاورَة من مَعَه من القواد على عدم اضاعة الْوَقْت امام هَذِه الْمَدِينَة الحصينة ومدينة دليجراد وانتقال الجيوش على ضفة نهر موراوا الْيُسْرَى بِدُونِ ان يشْعر بهم الْعَدو وَالسير نَحْو مَدِينَة بلغراد توا وَبعد هَذَا الْقَرار امْر احْمَد ايوب باشا بعبور هَذَا النَّهر
وَفِي اثناء هَذِه المناورة المهمة الَّتِي رُبمَا كَانَ يتَوَقَّف عَلَيْهَا النجاح استمرت المناوشات مَعَ الْجَيْش الصربي من 25 إِلَى 29 اغسطس حَتَّى تمت بِدُونِ ان يشْعر الْعَدو مُطلقًا بذلك الا لما اجتازت جَمِيع الجيوش العثمانية النَّهر وَلم يجد امامه احدا فَلَمَّا علم باتمام هَذِه الْحَرَكَة العسكرية المهمة عبر النَّهر بجيوشه خلف العثمانيين فِي اول سبتمبر سنة 1876 فلاقوه لِقَاء الْعَدو الْقَادِر وصوبوا اليه مدافعهم حَتَّى اوقعوا الفشل فِي صُفُوف الصربيين وَولى كثير مِنْهُم الادبار وركنت الايات برمتها إِلَى الْفِرَار قبل ان يصاب مِنْهَا نفر وَاحِد
وَفِي مسَاء هَذَا الْيَوْم الَّذِي لم يقم بعده للصرب قَائِمَة وَالَّذِي جعل الجيوش على مقربة من بلغراد اذ لم يعد يمْنَعهَا مَانع عَن الْوُصُول اليها واحتلالها وَردت اوامر سَرِيَّة من الاستانة إِلَى عبد الْكَرِيم باشا بتوقيف الْقِتَال وَعدم الزَّحْف على