امل النجاح بِنَاء على هَذِه الْمُقدمَات الْحَسَنَة وَلَا سِيمَا بِنَاء على الامنية الداخلية ظَهرت حَرْب القريم فَكَانَ ظُهُورهَا مَانِعا لدوام المساعي بتنظيم احوال الْملك والتبعة وَمَعَ ان خزينة دولتنا كَانَت حَتَّى ذَلِك الْوَقْت غير مديونة للْخَارِج بقرش وَاحِد اضطررنا للاستقراض الْخَارِجِي دفعا للاحتياج والضرورة فَتعذر وَالْحَالة هَذِه تقَابل وارداتنا مَعَ مصاريف الْحَرْب المبرمة وَبِهَذَا السَّبَب فتح بَاب الدّين نعم انه فِي هَذِه الْمَسْأَلَة بِوَاسِطَة اتِّفَاق الدول المفخمة الَّتِي صادقت على مَشْرُوعِيَّة حقوقنا وبانضمام معاوناتها الْكَامِلَة الفعلية الَّتِي لَا تَبْرَح مدى الدَّهْر زِينَة لصحائف التواريخ قد انتجت الْحَرْب تِلْكَ الْمُصَالحَة الَّتِي وضعت تَمام ملكية دولتنا واستقلالها تَحت ضَمَان دوَل اوروبا العهدي وَغلب على الظَّن ان هَذِه الْمُصَالحَة قد مهدت لمستقبلنا زَمَانا مساعدا على وضع اعمالنا الداخلية فِي طريقها وسلوك جادة الترقي الْحَقِيقِيّ انما الاحوال المتعاقبة ساقتنا بكليتنا إِلَى عكس ذَلِك الِانْتِظَار والامل ان توالي الْحَوَادِث الداخلية المتتابعة الظُّهُور بمفاعيل التحريكات والتسويلات لم تخولنا وقتا للنَّظَر فِي اصلاحات ملكنا وتنظيماته بل اوقعت زراعتنا وتجارتنا فِي وقُوف عَظِيم لاضطرارنا فِي كل عَام لجمع معسكرات فَوق الْعَادة فِي انحاء مُخْتَلفَة وَوضع الصِّنْف الاكثر نفعا من اهالينا تَحت السِّلَاح وامر مُسلم وَمَعْلُوم انه مَعَ كل مَا صادفنا من المشاكل والموانع قد قَطعنَا ماديا وادبيا مَسَافَة كُلية فِي سَبِيل النجاح وتزايد وارداتنا على التوالي مُنْذُ عشْرين عَاما دَلِيل على ترقي المملكة وازدياد رفاهية حَال الاهالي ثمَّ وان كَانَت المضايقة الْحَاضِرَة قد تولدت من الاحوال الَّتِي عددناها فَمَعَ هَذَا كَانَ مُمكنا تَخْفيف غائلة الضَّرُورَة وَحفظ الِاعْتِبَار المالي لوسلكنا فِي الادارة الْمَالِيَّة طَرِيقا قويما بيد انه كل مَا اتخذ من التَّدْبِير المالي فِي صُورَة الاصلاحات لم يصلح الْحَال وانما زَاد الْعَمَل اثقالا وَقد طلبت الاستفادة من الْحَال قبل التفكر مَاذَا يكون الِاسْتِقْبَال فدوام هَذِه الغوائل وتعاقبها من الْجِهَة الْوَاحِدَة ومداركة وانشاء الادوات والاسلحة الجديدة الحربية الَّتِي هِيَ اعظم اسباب شَوْكَة دولتنا واقتدارها وَعدم وضع وارداتنا ومصاريفنا تَحت موازنة اقتصادية من الْجِهَة