دستورا للْعَمَل إِلَى ماشاء الله وباشروا باجراء احكامه مُنْذُ الْيَوْم متخذين اسرع التدابير لتنظيم مَا تقرر فِيهِ وتسطر من النظامات والقوانين كَمَا هُوَ مطلوبنا الْقطعِي ونسأل جناب الْحق المتعال ان يَجْعَل مساعي الْمُجْتَهدين فِي سَعَادَة حَال ملكنا وملتنا مظْهرا للتوفيق فِي كل الاعمال
تحريرا فِي 7 ذِي الْحجَّة سنة 1293 24 دسمبر 1876
لَكِن لم ير احْمَد مدحت باشا هَذِه الْهَيْئَة الشوروية الَّتِي بذل جهده لمنحها الْبِلَاد فانه عزل من منصب الصدارة فِي 21 محرم سنة 1294 5 فبراير سنة 1877 اعني بعد تَعْيِينه بَاقِل من شَهْرَيْن وَنفي خَارج الممالك المحروسة بِنَاء على مَا القي فِي حَقه من الدسائس لَدَى جلالة السُّلْطَان الاعظم من انه يود ارجاع السُّلْطَان مُرَاد إِلَى عرش الْخلَافَة الْعُظْمَى بِدَعْوَى ان عَزله كَانَ على غير وَجه شَرْعِي وانه حَافظ لقواه الْعَقْلِيَّة لَا يمنعهُ مَانع عَن الْقيام بمهام الدولة وعزى اليه ايضا انه يسْعَى فِي فصل السلطة الدِّينِيَّة عَن السلطة الدُّنْيَوِيَّة أَي الْخلَافَة الاسلامية عَن السلطنة العثمانية بِحَيْثُ لَا يكون السُّلْطَان خَليفَة جَمِيع الْمُسلمين فِي المعمورة بل يكون سُلْطَانا على الامة العثمانية لَيْسَ الا وَبني نَفْيه بِنَاء على الْمَادَّة 113 من القانون الاساسي الَّتِي جَاءَ فِي آخرهَا بعد التَّكَلُّم على اعلان الادارة الْعُرْفِيَّة أَي تَعْطِيل القوانين والنظامات الملكية مؤقتا فِي كل جِهَة ظَهرت فِيهَا امارات الاختلال والعبث بالامن الْعَام مَا نَصه وَمن ثَبت عَلَيْهِم بتحقيقات ادارة الضابطة الموثوقة انهم اخلوا بامنية الْحُكُومَة يكون اخراجهم من الممالك المحروسة وتبعيدهم عَنْهَا منحصرا بيد اقتدار الحضرة السُّلْطَانِيَّة ثمَّ وجهت الصدارة إِلَى مُحَمَّد ادهم باشا مَعَ تَغْيِير وتبديل فِي اغلب الوكلاء وارباب الْوَظَائِف المهمة
وَفِي 4 ربيع الاول سنة 1294 19 مارس سنة 1877 فتح البرلمان العثماني الاول فِي سراي بشكطاش وَعند افتتاحه تليت خطْبَة انيقة عَن لِسَان جلالة السُّلْطَان وبحضوره شرحت فِيهَا جَمِيع الاسباب الَّتِي ادت إِلَى انحطاط الدولة وتأخرها سلميا وسياسيا وَبعد تشخيص الدَّاء بَين فِيهَا الدَّوَاء وَمَا يلْزم للملكة من الاصلاحات