لخدمتها سِتَّة عشر وابورا بحريا اخْتصَّ بَعْضهَا لركوبها ومعيتها وَالْبَعْض الآخر لاحضار كل مَا يلْزم لَهَا من المأكل وَالْمشْرَب والفواكه وَغير ذَلِك من الْقَاهِرَة يوميا واستمرت مشمولة بالتفات الحضرة الخديوية مُدَّة الِاثْنَيْنِ وَعشْرين يَوْمًا الَّتِي قضتها فِي هَذَا السّفر وَلم تزل كَذَلِك حَتَّى عَادَتْ إِلَى بلادها مسرورة شاكرة وَقد قَالَ سَعَادَة المرحوم عَليّ باشا مبارك فِي الصَّحِيفَة الاخيرة من الْجُزْء الثَّامِن عشر من الخطط الجديدة التوفيقية مَا يَأْتِي
وَقد طَار ذكر هَذَا المهرجان حَتَّى مَلأ الْبِقَاع وتحدث النَّاس فِي ترتيبه ونظامه مصرفه لانه فريد فِي ذَاته لم يجر على مِثَال سَابق عَلَيْهِ وَالَّذِي تعجب النَّاس مِنْهُ غَايَة الْعجب هُوَ استعداد موسيو يُوسُف بنطليني التلياني المتعهد بمأكول جَمِيع من حضر هَذَا المحفل كل انسان على حسب مقَامه فَكَانَ هُوَ وَرِجَاله يؤدون الْخدمَة بغاية النشاط والانتظام مَعَ مُرَاعَاة الْوَاجِب والادب وَكَانَ النَّاس يتعاقبون على السّفر الافرنجية والعربية فوجا بعد فَوْج وَفِي كل مرّة تَتَغَيَّر ادوات السفرة بغَيْرهَا وَتقدم الوان الاطعمة على التَّعَاقُب فِي اسرع زمن مَعَ مُرَاعَاة مقتضيات خدمَة كل سفرة عَرَبِيَّة كَانَت اَوْ افرنجية واستمرت هَذِه الْحَالة فِي الخيم والصواوين والوابورات وَجَمِيع المحلات الْمعدة لذَلِك مُدَّة ارْبَعْ عشرَة سَاعَة وَالَّذِي صرفته الْحُكُومَة للمتعهد الْمَذْكُور فِي مُقَابلَة الْمَأْكُول والمشروب ولوازمهما من ادوات ومهمات وخدمة وخدم هُوَ مبلغ مِائَتَيْنِ وَخمسين الف بنتو وَهَذَا خلاف اجْرِ نقل مهماته وَرِجَاله ذَهَابًا وايابا فانها كَانَت على الْحُكُومَة ايضا وَقد بلغ مَا صرف على هَذَا المهرجان من اجْرِ سفر اشخاص ومنقولات ومأكولات وَغير ذَلِك مليونا و 11193 جنيها انكليزيا فَلَو اضيف إِلَى ذَلِك اجْرِ سكَّة الْحَدِيد مَا صرف على وابورات الْبَحْر فِي النّيل والخليج المالح مَعَ مَا صرفته الْحُكُومَة على المباني فِي مدن القنال والقاهرة وثغر الاسكندرية وَغَيرهَا وَمَا صرف فِي الزِّينَة ومهماتها وَشِرَاء عربات ومهمات للسكة الحديدة لاجل المهرجان الْمَذْكُور لبلغ مصرف هَذَا المهرجان مَا يزِيد عَن مليون وَنصف من الجنيهات وَذَلِكَ قدر السُّدس من ايراد مصر سنة كَامِلَة اهـ