الانس وَالسُّرُور بِهَذِهِ الْبشَارَة مَا لاتقدر الالسن ان تصف مِقْدَاره وَلَا يَتَّسِع لَهُ مجَال الاشارة وتأيد فِيكُم حسن انظاري وَظَهَرت ثَمَرَات افكاري وتحققت انكم الْآن بعون الله الْكَرِيم لَا تزالون عَن هَذَا الطَّرِيق القويم وَلَا تزالون فِي تأييد مالكم من الْمجد الْقَدِيم وَقد شاع حَدِيث نصرتكم بَين الاهل والديار وسارت الركْبَان بمحاسن هَذِه الاخبار كَمَا نقلته صَحَائِف الوقائع إِلَى جَمِيع الاقطار فانشرحت صُدُور اهلكم واخوانكم وفرحت بكم جَمِيع اهل بلدانكم وابتسمت ثغور اوطانكم وافتخرت باحاديث شجعانكم وارتاحت ارواح الشُّهَدَاء من اقرانكم والمأمول فِي الطاف الله الْعلية وبركات السلطنة السّنيَّة ثمَّ فِي حميتكم الملية وغيرتكم الوطنية ان يَزُول حَال الاختلال عَن قرب وَيَنْتَهِي امْر الْقِتَال وَالْحَرب ويطيع الْجَمِيع ويسهل كل صَعب منيع وتعودوا لوطننا الْعَزِيز ظافرين بالنصر والتعزيز وَقد قرب حُصُول الامل ونجاح الْعَمَل وَمضى الاكثر وَبَقِي الاقل وَالْحَرب للرجل العسكري والبطل الجريء سوق عَظِيم وموسم كريم تشتري فِيهِ غوالي الْمَعَالِي باعالي الغوالي وتنال فِيهِ منَازِل الاكارم فِي ظلال السيوف الصوارم وَيدْرك الْفَخر الصَّادِق بمرامي المدافع والبنادق وَقد علمْتُم ان الشجَاعَة وان كَانَت تبلغ الامال لَا تقصر الْآجَال كَمَا ان الْجُبْن وان كَانَ يُورث الْعَار لَا يُؤَخر الاعمار وانما هِيَ آجال محدودة وانفاس مَعْدُودَة لَا تقبل التَّغَيُّر وَلَا التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير والشجاعة صَبر سَاعَة ثمَّ ينْكَشف الْغُبَار وتسفر الاخبار ويتناقل حَدِيث الشجعان ويخلد فِي تواريخ الزَّمَان فدوموا على ابداء الِاجْتِهَاد وَقومُوا باداء حُقُوق الْجِهَاد واثبتوا على الشجَاعَة والاقدام وثبات الْقُلُوب والاقدام وانجزوا بمعونة الله تَمام هَذَا المرام وكما جودتم براعة المطلع فاحسنوا براعة الختام اهـ
وَلم يكن اهتمام الدولة الْعلية ورجالها بَاقِل من اهتمام الْجنُود المصرية المظفرة فَبعد ان وجهت اليها الجيوش ارسلت اليها مَنْدُوبًا ساميا للمفاوضة مَعَ الثائرين اسْمه كريدلي مُحَمَّد باشا لمعرفته احوال الْبِلَاد لَكِن لم ينجح فِي ماموريته لما كَانَ بَينه وَبَين اعيان الجزيرة من الشحناء بِسَبَب ولَايَته السَّابِقَة على تِلْكَ الجزيرة
ثمَّ فِي 6 شَوَّال سنة 1283 11 فبراير سنة 1867 استقال مُحَمَّد رشدي باشا