وَلَقَد منحه الْبَاب العالي ايضا ولايات النّوبَة ودارفور وكردفان وسنار مُدَّة حَيَاته بِدُونِ ان تنْتَقل إِلَى ورثته كمصر بِمُقْتَضى فرمان شاهاني اصدر فِي الْيَوْم الَّذِي اصدر فِيهِ الفرمان الاول اعني فِي 13 فبراير سنة 1841 هَذَا نَصه

ان سدتنا الملوكية كَمَا توضح فِي فرماننا السلطاني السَّابِق قد ثبتكم على ولَايَة مصر بطرِيق التَّوَارُث بِشُرُوط مَعْلُومَة وحدود مُعينَة وَقد قلدتكم فضلا على ولَايَة مصر ولَايَة مقاطعات النّوبَة ودارفور وكردفان وسنار وَجَمِيع توابعها وملحقاتها الْخَارِجَة عَن حُدُود مصر وَلَكِن بِغَيْر حق التَّوَارُث فبقوة الاختبار وَالْحكمَة الَّتِي امتزتم بهَا تقومون بادارة هاته المقاطعات وترتيب شؤونها بِمَا يُوَافق عدالتنا وتوفير الاسباب الآيلة لسعادة الاهلين وترسلون فِي كل سنة قَائِمَة إِلَى بابنا العالي حاوية بَيَان الايرادات السنوية جَمِيعهَا

وَحَيْثُ انه يحدث من وَقت لآخر ان تهجم الْجنُود على قرى المقاطعات الْمَذْكُورَة فيأسرون الفتيان من ذُكُور واناث ويبقونهم فِي قَبْضَة يدهم لِقَاء رواتبهم وَحَيْثُ ان هَذِه الامور مِمَّا تُفْضِي مَعهَا الْحَال لَيْسَ فَقَط لانقراض اهالي تِلْكَ الْبِلَاد وخرابها بل انها أُمُور مُخَالفَة للشريعة الحقة المقدسة وكلا هَاتين الْحَالَتَيْنِ لَيست اقل فظاعة من امْر آخر كثير الْوُقُوع وَهُوَ تَشْوِيه الرِّجَال ليقوموا بخفر الْحَرِيم ذَلِك مِمَّا لَا ينطبق على ارادتنا السّنيَّة مَعَ مناقضته كل المناقضة لمبادئ الْعدْل والانسانية المنتشرة من يَوْم جلوسنا المأنوس على عرش السلطنة الْعلية فَعَلَيْكُم مداركة هَذِه الامور بِمَا يَنْبَغِي من الاعتناء لمنع حدوثها فِي الْمُسْتَقْبل وَلَا يبرح عَن بالكم ان فِيمَا عدا بعض اشخاص توجهوا إِلَى مصر على اسطولنا الملوكي قد عَفَوْت عَن جَمِيع الضباط والعساكر وَبَاقِي المأمورين الْمَوْجُودين فِي مصر نعم ان بِمُوجب فرماننا السلطاني السَّابِق تَسْمِيَة الضباط المصرية لما فَوق رُتْبَة المعاون يسْتَلْزم الْعرض عَنْهَا لاعتابنا الملوكية الا انه لَا بَأْس من ارسال بَيَان باسم من رقيتم من ضباط جنودكم إِلَى بابنا العالي كي ترسل لَهُم الفرمانات المؤذنة بتثبيتهم فِي رتبهم هَذَا مَا نطقت بِهِ ارادتنا السامية فَعَلَيْكُم الاسراع فِي الاجراء على مقتضاها اهـ

فَقبل مُحَمَّد عَليّ باشا كل هَذِه الشُّرُوط وَلَو عَن غير رضَا ثمَّ طلب من الدول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015