فِي يَوْم الاحد السَّابِق لعيد الفصح حَيْثُ كَانَ جَمِيع اهالي قريته والقرى المحاورة مُجْتَمعين وَنشر بَينهم لِوَاء الْعِصْيَان ودعاهم إِلَى الثورة فلبوه مُسْرِعين وانضم اليهم جَمِيع الاهالي وَعَاد الْمُهَاجِرُونَ إِلَى اوطانهم وامتد الْعِصْيَان فِي جَمِيع انحاء بِلَاد الصرب
وَبعد أَن اسْتمرّ الْقِتَال سجالا بَينهم وَبَين الجيوش العثمانية نَحْو السنتين قبل ميلوش اوبرينوفتش بالنيابة عَن الامة الصربية الرُّجُوع إِلَى سُلْطَان الدولة بِشَرْط أَن لَا تتداخل فِي شؤونهم الداخلية وَلَا فِي تَحْصِيل الضرائب بل يعين لادارة الْبِلَاد وتوزيع الضرائب وتحصيلها مجْلِس مؤلف من اثْنَي عشر عضوا ينتخبهم الاهالي من اعيان الامة وهم ينتخبون رَئِيسا لَهُم من بَينهم يكون كحاكم عمومي وتكتفي الدولة بالمراقبة واحتلال الْحُصُون والقلاع فَقبل الْبَاب العالي هَذِه الشُّرُوط وَعين من يدعى مرعشلي باشا واليا للصرب واعطيت اليه تعليمات شَدِيدَة تقضي عَلَيْهِ بمعاملة الصربيين بالرفق واللين كي يحافظوا على وَلَاء الدولة وَلَا يسعوا فِي فَصم مَا بَقِي بَينهمَا من عرى التابعية سنة 1817 ثمَّ عين ميلوش اوبرينوفتش رَئِيسا لمجلس الصرب الَّذِي يمكننا أَن نُسَمِّيه من الْآن مجْلِس نوابهم واطلقوا عَلَيْهِ اسْم سوبرانيا وَصَارَت الصرب مُسْتَقلَّة تَقْرِيبًا واستبد ميلوش كملك مُطلق التَّصَرُّف لَا سلطة للوالي العثماني عَلَيْهِ مُطلقًا اكْتِفَاء باحتلال الْحُصُون والقلاع وَلم يكن لَهُ منافس فِي السلطة الا قره جورج اكبر زعماء الثورة الَّذِي هَاجر إِلَى بِلَاد الروسيا فَأكْرم القيصر مثواه ومنحه رُتْبَة جنرال عسكري ونشان سانت آن وَلذَلِك خشِي ميلوش من نُفُوذه ومساعدة الروسيا لَهُ فأصر على قَتله وتربص لَهُ حَتَّى إِذا حضر مختفيا إِلَى بِلَاد الصرب قَاصِدا بِلَاد اليونان بِنَاء على طلب زعمائها ارسل إِلَيْهِ ميلوش من قَتله ثمَّ ارسل رَأسه إِلَى الاستانة عَلامَة على حسن ولائه واخلاصه للدولة الْعلية صَاحِبَة السِّيَادَة الاسمية على بِلَاده