جيوشها لاحتلال هَاتين الولايتين بِدُونِ اعلان حَرْب بِدَعْوَى أَن تَغْيِير اميريهما مُضر بِحُقُوق جوارها فانتشبت نيران الْقِتَال بَينهَا وَبَين الدولة واتحدت انكلترا مَعَ الروسيا فِي هَذِه الْحَرْب لتأييد طلباتها فَأرْسلت احدى دونانماتها تَحت قيادة اللورد دوق وَورث امام الدردنيل وارسل سفيرها السّير اربوثنوت بلاغا إِلَى الْبَاب العالي يطْلب مِنْهُ تحالف الدولة الْعلية وانكلترا وَتَسْلِيم الاساطيل العثمانية وقلاع الدردنيل إِلَى انكلترا والتنازل عَن ولايتي الافلاق والبغدان إِلَى الروسيا وطرد الجنرال سبستياني من الاستانة واعلان الْحَرْب على فرنسا والا تكن انكلترا مضطرة لاجتياز الدردنيل واطلاق مدافعها على الاستانة فَلم تقبل الدولة هَذِه المطالب بل اخذت فِي تحصين البوغاز واقامة القلاع على ضفتيه لَكِن لم يكن الْوَقْت كَافِيا لتحصينه بكيفية تجْعَل الْمُرُور مِنْهُ غير مُمكن وَفِي 12 ذِي الْحجَّة سنة 1221 20 فبراير سنة 1807 قرن الانكليز القَوْل بِالْفِعْلِ واجتاز الاميرال اللورد دوك وَورث بوغاز الدردنيل بِدُونِ أَن يحصل لمراكبه ضَرَر يذكر من مقذوفات القلاع وَوصل إِلَى فرضة جاليبولي وَدَمرَ كَافَّة السفن الحربية العثمانية الراسية بهَا وَمكث خَارج البوسفور ينْتَظر تَنْفِيذ لائحته الَّتِي سبق ذكرهَا

وبورود الْخَبَر إِلَى الدولة بذلك وَقع الرعب فِي قُلُوب سكان الاستانة خشيَة من وُصُول السفن الانكليزية إِلَى البوسفور وَهُنَاكَ تكون الطامة الْكُبْرَى لوُجُود اغلب السرايات الملوكية ودواوين الْحُكُومَة على ضفتيه وَوَقع الوزراء فِي حيص بيص فأقروا بعد مداولات طَوِيلَة أَن يذعنوا لطلب انكلترا وارسلوا إِلَى الجنرال سبستياني يَدعُونَهُ لِلْخُرُوجِ من الاستانة خوفًا من تفاقم الْخطب فقابل الفرنساوي الرَّسُول العثماني محاطا بِجَمِيعِ مستخدمي السفارة والضباط الفرنساويين المستخدمين بجيوش الدولة وبحريتها واجابه قَائِلا اني لَا اخْرُج من الاستانة الا مكْرها ثمَّ طلب أَن يُقَابل السُّلْطَان مُقَابلَة خُصُوصِيَّة فَأُجِيب طلبه وَلما قابله اظهر لَهُ استعداد فرنسا لمساعدة الدولة وَأَن الامبراطور نابليون قد اصدر اوامره إِلَى جيوشه المعسكرة بسواحل الادرياتيك للسَّفر إِلَى الاستانة لمساعدة الدولة على مقاومة انكلترا ورفض طلباتها فاقتنع جلالته بِعَدَمِ جَوَاز الانصياع لطلبات الانكليز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015