اليها باختيارهم واخذ الانكشارية يقفون امام سرايه وَقت تَعْلِيم العساكر ويهزؤون بهم تَارَة ويهددونهم اخرى وحسين باشا لَا يعبأ بهم بل جد فِي طَرِيقه وَسَار فِي مشروعه وَلما سَار بونابرت من مصر إِلَى الشَّام سَافر هُوَ إِلَى عكا مَعَ فرقته فَكَانَت العساكر النظامية فِي مُقَدّمَة المدافعين وَمن اشدهم بَأْسا على جيوش الفرنساويين وَلما عَادوا من مَدِينَة عكا تخفق عَلَيْهِم رايات النَّصْر امْر السُّلْطَان ان تكون نَفَقَتهم على الْحُكُومَة وان يُزَاد عَددهمْ لما تحَققه جلالته من فَائِدَة النظام فِي الجندية بِإِزَاءِ جيوش اوروبا المنتظمة ثمَّ انتهز فرْصَة وجود اكبر قواد الانكشارية بِمصْر لمحاربة الفرنساويين واصدر امرا ساميا خطّ شرِيف قَاضِيا بفصل المدفعية عَن الانكشارية وتنظيمها وَيكون مقرهم فِي الاستانة وان يكون لكل مِنْهُم موسيقى عسكرية وامام لتعليم الدّين واقامة الصَّلَاة وان يَبْنِي قشلاقان احدهما باسكدار وَالْآخر ببيو كدره وان يخصص للصرف عَلَيْهِم جَمِيع الاقطاعات العسكرية الَّتِي تنْحَل بِمَوْت اصحابها وتعود للحكومة ثمَّ اصدر اوامره إِلَى عبد الرَّحْمَن باشا وَالِي بِلَاد القرمان بتأليف عدَّة الايات وتدريبها على النظام الْجَدِيد فصدع بالامر بِكُل اهتمام حَتَّى لم تمض ثَلَاث سنوات الا وَقد تمّ تنظيم ثَمَانِيَة الايات كَامِلَة الْعدَد وَالْعدَد
ولنأت هُنَا على تَلْخِيص مَا كَانَ وَاقعا بِبِلَاد الصرب والارنؤد من الْفِتَن ليَكُون الْقَارئ مطلعا على حَالَة الدولة الداخلية وَمَا بهَا من مُوجبَات التقهقر الَّتِي اساسها الاصلي عدم السَّعْي وَقت الْفَتْح فِي محو عصبيات الامم الْمُخْتَلفَة بعد الِاسْتِيلَاء عَلَيْهَا ببذل الْجهد فِي اضعاف ثمَّ تلاشي لغتهم وعوائدهم حَتَّى يصير