الْقَائِد الشهير بِالْمَسِيرِ إِلَى مصر لفتحها بِغَيْر اعلان حَرْب على الدولة الْعلية واوصته بكتمان هَذَا الامر حَتَّى لَا تعلم بِهِ انكلترا فتسعى فِي احباطه مَعَ ان الْقَصْد مِنْهُ لم يكن الا منع مُرُور تِجَارَة الانكليز من مصر إِلَى الْهِنْد وَبِالْعَكْسِ فَجهز فِي مَدِينَة طولون جَيْشًا مؤلفا من 36 الف مقَاتل اغلبهم من العساكر المدربين فِي الحروب الَّتِي جرت بَين فرنسا وايطاليا وانتهت بمعاهدة كامبوفورميو وَعشرَة آلَاف بحري تحملهم دونانمة مركبة من 30 سفينة حربية 72 قراويت و 400 مركب حمل واضاف إِلَى جَيْشه 122 عَالما على اخْتِلَاف الْعُلُوم والمعارف لدرس الْقطر الْمصْرِيّ والبحث عمل يلْزم لاصلاحه واستغلاله
وَفِي 19 مايو سنة 1798 رَحل بونابرت بِهَذَا الْجَيْش بِدُونِ ان يعلم احدا بوجهته فوصل جَزِيرَة مالطه فِي 10 يونيو واحتلها بعد ان دَافع من فِيهَا من رُهْبَان القديس حنا الاورشليمي وَفِي 17 محرم سنة 1213 1 يوليو وصل امام مَدِينَة الاسكندرية وَانْزِلْ عساكره على بعد ارْبَعْ فراسخ مِنْهَا وَبعد ان دَخلهَا عنْوَة ترك بهَا الْقَائِد كليبر وَسَار هُوَ قَاصِدا مَدِينَة الْقَاهِرَة عَن طَرِيق الصَّحرَاء الممتدة غرب فرع رشيد فقابله مُرَاد بيك بشرذمة من المماليك عِنْد مَدِينَة شبراخيت بالبحيرة فِي 29 محرم الْمُوَافق 13 مِنْهُ فَهَزَمَهُ بونابرت وواصل السّير حَتَّى وصل إِلَى مَدِينَة انبابة مُقَابل الْقَاهِرَة وحصلت بَينه وَبَين ابراهيم بيك وَمُرَاد بيك امراء المماليك وَاقعَة الاهرام الشهيرة فِي 7 صفر الْمُوَافق 21 يوليو الَّتِي اظهر فِيهَا المماليك من الشجَاعَة مَا ادهش الفرنساويين وَبعد ان بذلوا وسعهم فِي الدفاع عَن مصر لااقول بِلَادهمْ بل غنيمتهم تقهقروا امام المدافع الفرنساوية فَدخل بونابرت وجيوشه مَدِينَة الْقَاهِرَة بعد ان اعلن بهَا انه لم يَأْتِ لفتح مصر بل انه حَلِيف الْبَاب العالي اتى لتوطيد سلطته ومحاربة المماليك العاصين اوامره كَمَا قَالَ الانكليز عِنْد دُخُولهمْ مصر سنة 1882
وارسل الْقَائِد دسكس إِلَى الصَّعِيد لاقتفاء اثر مُرَاد بك فَتَبِعَهُ حَتَّى وصل جَزِيرَة فيله قصر انس الْوُجُود فِي 25 رَمَضَان سنة 1213 2 مارس