تلتهبها وَلَو لم يرفع الْوَزير بلطه جي مُحَمَّد باشا الْحصار عَن بطرس الاكبر لما احاط بِهِ وخليلته وجيوشه احاطة السوار بالمعصم على نهر البروت وَلما وصلت دولتنا الْعلية مَا وصلت اليه بمعاهدة قينارجه الَّتِي مَا لَبِثت ان ظَهرت نتائجها فِي الْعَالم وَبعد ذَلِك اخذت الدولة فِي اصلاح بعض الشؤون وبذل القبطان باشي حسن باشا جهده فِي انشاء المراكب الحربية بدل مَا فقد فِي محاربة الروسية الاخيرة وَمن جِهَة اخرى استعانت بِمُحَمد بيك ابي الذَّهَب على طَاهِر عمر فاتى لمحاصرته بِمَدِينَة عكا من جِهَة الْبر وحاصرها حسن باشا البحري من جِهَة الْبَحْر وضايق عَلَيْهِ الْحصار حَتَّى فر هَارِبا من الْعقَاب على عصيانه قَاصِدا جبال صفد فَقتل فِي اثناء هروبه وتخلصت الدولة من شَره وَكَذَلِكَ قتل ابو الذَّهَب اثناء محاصرة عكا ثمَّ سَقَطت الْمَدِينَة فِي ايدي العثمانيين وانتهت الْفِتْنَة بِسَلام
اما الروسيا فاخذت تبث رجالها فِي بِلَاد القرم لايجاد المشاغب الداخلية بهَا وبالتالي لابتلاعها وَضمّهَا الى املاكها حَيْثُ لم يكن قَصدهَا من استقلالها السياسي وَقطع روابط تبعيتها للدولة الا الْوُصُول لهَذِهِ الْغَايَة وَمَا زَالَت مستمرة فِي القاء الدسائس وَنشر الْفِتَن بَين الاهالي حَتَّى عزلوا اميرهم دولت كراي الَّذِي انتخبه الاهالي بِمُقْتَضى نُصُوص معاهدة قينارجه واقاموا جاهين كراي مَكَانَهُ فَلم يقبل تَعْيِينه فريق عَظِيم من الاعيان وَخيف من وُقُوع حروب داخلية وَلذَا امرت الروسيا الجنرال بوتمكين باحتلالها فَدَخلَهَا بسبعين الف جندي كَانُوا منتظرين على الْحُدُود لهَذِهِ الْغَايَة فتم لَهَا مقصدها الَّذِي كَانَت تسْعَى وَرَاءه من مُدَّة وَهُوَ امتلاك كَافَّة سواحل الْبَحْر الاسود الشمالية فِي غُضُون سنة 1773 فهاجت الدولة وارادت اشهار الْحَرْب على الروسيا لالزامها باحترام معاهدة قينارجه القاضية باستقلال بِلَاد القرم اسْتِقْلَالا سياسيا تَاما لَكِن حولت انظارها ثَانِيًا عَن الْحَرْب بمساعي فرنسا الَّتِي اقنعتها بَان هَذِه الْحَرْب مَعَ استعداد كاترينه وتأهبها لَهَا لَا