مراكب الروس من ميناء كورون قاصدة جَزِيرَة ساقز فالتقت بالمراكب العثمانية فِي الْمضيق الْمَار بَين الجزيرة وساحل آسيا وَبعد ان اسْتمرّ الْقِتَال عدَّة سَاعَات انتصر العثمانيون وَرَجَعُوا بعد تَمام النَّصْر إِلَى ميناء جشمه فَتَبِعهُمْ حراقتان من مراكب الروس ظن العثمانيون انهم فارون من دونانمة الْعَدو وآتون للانضمام اليهم فَلم يعارضوهم فِي الدُّخُول إِلَى الميناء فبمجرد دُخُولهمْ باشتعال مَا كَانَ بهَا من البارود فِي يَوْم 11 ربيع الاول سنة 1184 5 تموز يوليو 1770 م
وَبعد ذَلِك قصد الاميرال الروسي الفنستون الهجوم على مَدِينَة الْقُسْطَنْطِينِيَّة لعدم وجود مَا يمنعهُ من الاستحكامات من الْمُرُور فِي بوغاز الدردنيل وَلَكِن لم يُوَافقهُ الْقَائِد ارلوف على ذَلِك ففضل احتلال جَزِيرَة لمنوس قبل ذَلِك لتَكون قَاعِدَة لأعمالهم الحربية فحاصرها وَتمكن فِي أثْنَاء ذَلِك البارون دي توت المجري الَّذِي دخل فِي خدمَة الدولة الْعلية من تحصين مضيق الدردنيل وَبِنَاء القلاع فِيهِ على ضفتيه وتسليحها بالمدافع الضخمة حَتَّى صَار الْمُرُور مِنْهُ من رَابِع المستحيلات ثمَّ حول عدَّة مراكب تجارية إِلَى سفن حربية بِوَضْع المدافع فِيهَا وَزِيَادَة على ذَلِك كلفه السُّلْطَان مصطفى الثَّالِث بانشاء مسبك لصب المدافع بالاستانة وبترتيب الطوبجية على النظامات الجديدة فَقَامَ بالامر خير قيام واسس مدرسة لتخريج ضباط للطوبجية واركان حَرْب متعلمين الْفُنُون العسكرية الحديثة واخرى لتربية ضباط للبحرية كَانَ مركزها بالترسانة تخرج مِنْهَا فِي قَلِيل من