استمالت كاترينا بلطه جي مُحَمَّد باشا اليها واعطته كَافَّة مَا كَانَ مَعهَا من الْجَوَاهِر الْكَرِيمَة والمصوغات الثمينة فخان الدولة وَرفع الْحصار عَن القيصر وجيشه مكتفيا بامضاء القيصر لمعاهدة فلكزن المؤرخة 9 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 1123 25 يوليه سنة 1711 الَّذِي اخلى بمقتضاها مَدِينَة ازاق وتعهد فِيهَا بِعَدَمِ التدخل فِي شؤون القوزاق مُطلقًا لَكِن لَا يخفى على كل مطلع لَهُ ذرة من الْعقل ان هَذِه المزية لم تكن شَيْئا مَذْكُورا فِي جَانب مَا كَانَ يُمكن الدولة ان تناله من القيصر لَو اهلكت جَيْشه واستولت عَلَيْهِ اسيرا وَلذَلِك احتدم شارل الثَّانِي عشر السويدي نزيل بندر غيظا وسعى لَدَى السُّلْطَان بمساعدة خَان القرم دولت كراي حَتَّى تحصل على عَزله وابعاده إِلَى جَزِيرَة لمنوس
وَتَوَلَّى بعده يُوسُف باشا وَكَانَ محبا للسلم فامضى مَعَ الروسيا معاهدة جَدِيدَة تقضي بِعَدَمِ الْمُحَاربَة بَينهمَا مُدَّة 25 سنة لَكِن لم تمض على هَذِه المعاهدة بضعَة اشهر حَتَّى قَامَت الْحَرْب ثَانِيَة بَين الدولتين بِسَبَب عدم قيام بطرس الاكبر باحد شُرُوط معاهدة فلكزن القَاضِي بتخريب فرضة تجانزك الْوَاقِعَة على بَحر آزاق فتدخلت انكلترا وهولاندا فِي منع الْحَرْب لاضراره بتجارتهما وَبعد مخابرات طَوِيلَة امضيت بَينهمَا معاهدة جَدِيدَة سميت بمعاهدة ادرنه فِي 24 جُمَادَى الاولى سنة 1125 18 يونيو سنة 1713 تنازلت الروسيا بمقتضاها عَمَّا لَهَا من الاراضي على الْبَحْر الاسود حَتَّى لم يبْق لَهَا عَلَيْهِ موانئ اَوْ ثغور وَفِي مُقَابلَة ذَلِك ابطل مَا