واشتهر عِنْد الافرنج باسم بَدْرِي اوتوماتو أَي الاب العثماني وَبعد ذَلِك نزل الرهبان إِلَى جَزِيرَة كريد واحسن البنادقة وفادتهم فاغتاظ السُّلْطَان من ذَلِك غيظا شَدِيدا وَحبس قناصل البندقية وانكلترا وهولاندا وَلم يفرج عَنْهُم الا بعد ان اقنعه وزيره الاول بَان اغلب هَؤُلَاءِ الرهبان بل كلهم من الفرنساويين وَمَعَ ذَلِك فانهم غير تابعين للحكومة الفرنساوية وَلَا لغَيْرهَا فهدأ باله وَلكنه امْر بتجهيز عمَارَة بحريّة قَوِيَّة لفتح جَزِيرَة كريد لاهمية موقعها الجغرافي الْحَرْبِيّ عِنْد مدْخل بَحر ارخبيل اليونان ولتوسطها فِي الطَّرِيق بَين الاستانة وَولَايَة الغرب فجهزت الدونانمة وسارت باحتفال زَائِد تَحت قيادة من يدعى يُوسُف باشا إِلَى ان القت مراسيها امام مَدِينَة خَانِية اهم ثغور الجزيرة فِي 29 ربيع الآخر سنة 1055 24 يونيه سنة 1645 وافتتحها بِدُونِ حَرْب تَقْرِيبًا لعدم وُصُول الدونانمه البندقية اليها فِي الْوَقْت الْمُنَاسب فانتقم البنادقة بحرق ثغور بتراس وكورون ومودون من بِلَاد موره وَيُقَال ان السُّلْطَان اراد فِي مُقَابلَة ذَلِك قتل المسيحيين اجْمَعْ وَلَوْلَا مُعَارضَة الْمُفْتِي اِسْعَدْ زَاده ابي سعيد افندي لتم هَذَا الامر وَرُبمَا كَانَت هَذِه دسيسة فِي كتب الافرنج الا انها تشهد على أَي حَال بِحسن سياسة هَذَا الْمُفْتِي لسعيه فِي منع هَذَا الامر الَّذِي لَو تمّ كَانَ يلْحق بالدولة عارا عَظِيما كَمَا لحق بمسيحي اسبانيا لما ارتكبوه من الْقَتْل والفتك بِالْمُسْلِمين بعد فتح مَدِينَة غرناطة وَفِي سنة 1646