بيرام مُحَمَّد باشا صَدرا اعظم وَمن ذَلِك الْحِين اظهر السُّلْطَان عزما شَدِيدا قَوِيا فِي مجازاة رُؤْس الانكشارية وَغَيرهم مِمَّن كَانَ يهيج الخواطر ويقلق الرَّاحَة العمومية وَصَارَ يامر بقتل كل من ثَبت عَلَيْهِ اقل اشْتِرَاك فِي الحركات الاخيرة وَبِذَلِك داخلهم الرعب وَوَقعت مهابته فِي قُلُوبهم وخشيه الصَّغِير وَالْكَبِير والامير والحقير وَسَار كل فِي طَرِيقه مكبا على عمله بِدُونِ أَن ياتي مَا يكدر صفو كأس الرَّاحَة العمومية وَأمن النَّاس على اموالهم واعراضهم من التَّعَدِّي وسادت السكينَة فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة وضواحيها وَجَمِيع انحاء المملكة وَكَانَت آخر ثورة للانكشارية فِي آخر شَوَّال سنة 1041 19 مايو سنة 1632 حركها من يدعى رَجَب باشا لغاية فِي النَّفس فامر السُّلْطَان بقتْله والقاء جثته من شبابيك السراي حَتَّى يَرَاهَا المتجمهرون فسكنت الخواطر وَلم يحصل مَا يعبث بالامن بعد ذَلِك فِي مدَّته وَبعد كسر شَوْكَة الانكشارية اراد السُّلْطَان ان يُعِيد للدولة مَا فقدته من النّفُوذ بِسَبَب اهمال بعض اسلافه وَعدم اطاعة الانكشارية وامتناعهم عَن الْحَرْب عِنْد الْحَاجة القصوى فارسل إِلَى وَالِي دمشق بمحاربة فَخر الدّين امير الدوروز وادخله فِي طَاعَة الدولة فَقَامَ الْوَالِي بالمامورية خير قيام وَهزمَ فَخر الدّين واسره هُوَ وولديه وارسلهم إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة حَيْثُ عاملهم السُّلْطَان بِكُل احتفاء واكرام وَلَكِن لما بلغ السُّلْطَان ان اُحْدُ احفاده ثار ثَانِيًا وَنهب بعض مَدَائِن الشَّام امْر بقتْله وَولده الاكبر فقتلا فِي ذِي الْقعدَة سنة 1044 ابريل سنة 1635 فاطاع الدروز وَبقيت الامارة فِي ذُرِّيَّة فَخر الدّين الْمَذْكُور نَحْو مائَة سنة ثمَّ انْتَقَلت إِلَى عائلة شهَاب الَّتِي مِنْهَا الامير بشير فِي حروب ابراهيم باشا ابْن مُحَمَّد عَليّ باشا والدولة فِي النّصْف الاول من هَذَا الْقرن المسيحي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015