وَامْتنع اهالي اقليم ترنسلفانيا عَن الدُّخُول ضمن املاك الامبراطورية مفضلين الْبَقَاء تَحت حماية الدولة العثمانية الاسلامية الَّتِي لم تتعرض لَهُم لَا فِي دينهم وَلَا فِي عوائدهم اكْتِفَاء بالجزية السنوية فعينت لَهُم الدولة سجسمون راجوتسكي ثمَّ جِبْرَائِيل باتوري ثمَّ بتلن جابور وَهُوَ من اشد خصوم دولة النمسا وَالِد اعدائها وتعهد هَذَا الامير بِمَنْع امراء الفلاخ والبغدان من اقتناء الاراضي والقصور فِي امارته حَتَّى لَا يلتجؤا اليها لَو تمردوا على الدولة وبتسليمهم لَهَا لَو فروا اليها وَبِذَلِك صَارَت ترنسلفانيا حَائِلا بَين الامارتين وبلاد المجر
هَذَا وَلَو ان الحروب انْقَطَعت على كَافَّة حُدُود الدولة تَقْرِيبًا الا انه قد حصلت مَا بَين سنة 1611 وَسنة 1614 بعض مناوشات بحريّة بَين مراكب الدولة وسفن رُهْبَان مالطه وَملك اسبانيا وولايات ايطاليا كَانَ الْفَوْز فِيهَا غَالِبا لمراكب الاعداء وَلذَلِك امْر الصَّدْر نصوح باشا بِجمع جَمِيع سفن الدولة فِي مياه الْبَحْر الابيض الْمُتَوَسّط لصد تعديات مراكب الافرنج وَحفظ طَرِيق الْبَحْر بَين الاستانة وولايات الغرب فانتهز بعض اخلاط القوزاق انسحاب السفن الحربية من الْبَحْر الاسود واغاروا على ثغر سينوب ونهبوا مَا بِهِ وَلما علم السُّلْطَان بذلك غضب على الصَّدْر الاعظم وسعى بِهِ بعض مبغضيه طَمَعا فِي نوال منصبه وَمَا فتئوا يوغرون صدر سَيّده عَلَيْهِ حَتَّى امْر بقتْله فِي 14 اكتوبر سنة 1614 فخنق فِي قصره
هَذَا وازدادت فِي ايام السُّلْطَان احْمَد الاول العلاقات السياسية مَعَ دوَل الافرنج فجددت مَعَ فرانسا الْعُقُود والعهود الْقَدِيمَة فس سنة 1604 مَعَ بعض زيادات طفيفة وَفِي سنة 1609 جددت مَعَ مملكة بولونيا الاتفاقات الَّتِي أبرمت مَعهَا فِي زمن السُّلْطَان مُحَمَّد الثَّالِث وأهم مَا بهَا تعهد بولونيا بِمَنْع قوزاق الروسية من الاغارة على اقليم البغدان وتعهد الدولة الْعلية بِمَنْع تتار القرم من التَّعَدِّي على حُدُودهَا وَفِي سنة 1612 تحصلت ولايات الفلمنك على امتيازات تجارية تضارع مَا منحته