شرحبيل في الحصار، ويبدو أنه بقي في الجنوب لحماية مؤخرة المسلمين.
كان هرقل لا يزال يحشد قواته، ويدفعها لقتال المسلمين، فأرسل جيشًا بلغ تعداده خمسة آلاف مقاتل بقيادة درنجار1 لمساعدة أهل دمشق، وانضم إليه عدد كبير من حامية خمص، فاضطر المسلمون أن يخففوا الضغط عن دمشق، وساروا نحو مرج الصفر لاعتراض القوة البيزنطية التي لا بد وأن تمر من هذا المكان للوصول إلى المدينة، وجرى قتال بين الطرفين في "17 جمادى الآخرة 13هـ/ 18 آب 634م"، أسفر عن انتصار المسلمين، فقتلوا عددًا كبيرًا من البيزنطيين، وفر من نجا من المعركة في كل اتجاه2.
عاد المسلمون بعد انتهاء المعركة إلى دمشق، فنزل خالد على الباب الشرقي، وأبو عبيدة أمام باب الجابية، ويزيد على بعض أبوابها، وعمرو بن العاص على باب آخر، وجاءهم، وهم على هذا الحال، نعي الخليفة أبي بكر الذي توفي مساء الثلاثة في "21 جمادى الآخرة 13هـ/ 22 آب 634م"، وعزل خالد عن قيادة جيوش الشام، وتعيين أبي عبيدة بدلًا منه3، لكن هذا الأخير أخر إشاعة نبأ العزل؛ لأن المسلمين كانوا في صدد تحضير فتح دمشق، ولم يشأ أن يحدث هذا التبديل أي بلبلة في صفوف الجيش الإسلامي، ولهذا كان هناك نوع من الأزدواجية في الإمارة على الجيش لدى محاولة فتح دمشق.