توجه المسلمون بعد حوارين باتجاه الجنوب قاصدين غوطة

دمشق، فاعترضتهم قبيلة غسان بقيادة الحارث بن الأيهم، وجرى اشتباك بين الطرفين أسفر عن انتصار المسلمين، وتراجعت غسان إلى حصون دمشق، وواصل المسلمون تقدمهم حتى بلغوا الثنية، ووقفوا على التل المعروف بهذا الاسم، ونشروا عليه الراية السوداء المسماة بالعقاب وهي راية النبي، ولهذا سمي المكان بثنية العقاب1، وأغاروا على بعض قرى الغوطة، وعسكروا أمام الباب الشرقي لدمشق على دير صليبا، وفي رواية أن خالدًا عسكر على باب الجابية الغربي، وأجرى مباحثات مع أسقف المدينة، وعامل هرقل منصور بن سرجون أسفرت عن معاهدة صلح، وكتب خالد كتاب الصلح "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها، أعطاهم أمانًا على أنفسهم، وأموالهم وكنائسهم، وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم، لهم بذلك عهد الله، وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء والمؤمنين، لا يفرض لهم إلا بخير إذا أعطوا الجزية"2، والواضح أن دمشق لم تكن هدف خالد الآني، إنما أراد أن يحمي مؤخرة جيشه عندما يستأنف

الزحف باتجاه الجنوب.

واجتاز المسلمون الغوطة من الشمال إلى الجنوب حتى وصلوا إلى قناة بصرى، وكانت لا تزال بأيدي البيزنطيين، وعليها أبو عبيدة وشرحبيل ويزيد3، فاجتمعت الجيوش الإسلامية الأربعة أمامها، ويذكر بأن خالدًا قطع المسافة بين الحيرة، وبصرى في ثمانية عشر يومًا.

فتح بصرى:

في ظل هذه الظروف، ومع تنامي خطر الاصطدام مع البيزنطيين، حاول خالد أن يأخذ زمام المبادرة في الوقت الذي كان فيه عمرو بن العاص يتراجع بمحاذاة الضفة الغربية لنهر الأردن، يرهقه جيش تيودور، ووجد نفسه

أمام خيارين:

الأول: تجميع الجيوش الإسلامية الأربعة في بصرى بعد الإيعاز إلى عمرو بن العاص بالإسراع نحوهم، والانضمام إليهم، ثم انتظار جيش أنطاكية البيزنطي الزاحف باتجاه الجنوب بقيادة وردان حاكم حمص، والاشتباك معه في ذلك المكان.

الثاني: الإسراع لنجدة عمرو بن العاص، والاشتباك مع جيش تيودور، حتى إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015