وظهرت منهم دولتا بني باديس وبني حماد، ولحق بعض ابناء زيري المخالفون على اخوانهم بالاندلس. واستولوا على غرناطة حتى غلبهم عليها المرابطون، ثم غلب الموحدون صنهاجة على أمر المغرب وغلبتهم بطون من هلال على مواطنهم فانحصروا بالجبال.
واما صنهاجة اللثامية فمن اشهر قبائلهم لمتونة ومسوفة وقدالة، وهم أهل شعر ظواعن، قال البكري: "وجميع قبائل الصحراء يلتزمون النقاب لا تبدو منه الا محاجر العينين ولا يفارقونه في حال من الاحوال حتى ان الرجل لا يعرف وليه وحميمه الا اذا تنقب، ولو زال قناع قتيل لم يعرف حتى يعاد عليه القناع، وطعامهم صفيف اللحم الجاف مطحونا ويصب عليه السمن أو الشحم المذاب، وشرابهم اللبن اغناهم عن الماء فلا يشربه احدهم الا شهر. وقوتهم مع ذلك مكينة وابدانهم صحيحة " اهـ.
وكانوا وثنيين، واسلم بعضهم على يد عقبة بن نافع، ولم يعمهم الاسلام الى القرن الثالث، ولكنه اسلام اسمي، ولم يأخذوا به حقيقة وعملا الا في القرن الخامس على يد عبد الله بن ياسين الجزولي.
وكان منهم أمراء، ولهم في جهاد السودان مواقف ثم ظهرت منهم دولة المرابطين دولة الدين والعدل. وذهبت على يد الموحدين. وبقايا الملثمين يعرفون اليوم بالتوارق. ومر علينا بالاغواط سنة 1348 بعض رؤسائهم. فرأينا لثامهم على ما وصف به أسلافهم.
يميل ابن خلدون الى أن زواوة بطن من كتامة، فرأينا جمعهما في فصل فاما كتامة فشعب عظيم. كانوا من لدن الفتح معتزين