ذلك يؤكد المكانة التي كان يعطيها نخبة من مثقفي العربية للتاريخ في حركة النهضة الوطنية خلال العشرينات.

ذلك ان التاريخ كان أحد الاركان الثلاث التي اعتمدها الاستعمار لفرنسة الجزائر الى جنب محاربة الاسلام والقضاء على اللغة العربية. فقد اراد الاستعمار ان يخضع تاريخ الجزائر كما اخضع ارضها، واراد ان يلغي الخصائص الوطنية للتاريخ، كما حاول ان ينكر خصائصها الجغرافية عندما اعتبر ذلك ان البحر الابيض المتوسط يشق ارض فرنسا كما يشق السين مدينة باريس.

وهذا ما جعل الاهتمام الفرذسي بتاريخ لجزائر يتركز على عصور ما قبل التاريخ، وعلى العهد الروماني والحقبة الفرنسية واهمال العصور الاسلامية التي اعتبرها غوتي "عصورا مظلمة".

وعبر المؤرخ الفرنسي المعروف- ستيفان غزيل- الذي تخصص في دراسة التاريخ القديم لنطقة المغرب العربي- على التوجيه الذي يحرك الدراسات عندما كتب يقول: ان التاريخ يحدد لنا ايضا واجباتنا: فعلينا ان نتسلح بإرادة لا تقهر في ان نكون اسيادا والى الابد، كما ان هناك ضرورة تتمثل في اقامة استعمار يعتمد على استيطان ريفي اوروبي ضخم، وضرورة تقريب الاهالي منا على اساس الرغبة الصارمة والامل في ان يتحقق انصهارهم في مستقبل قريب أو بعيد. فالتاريخ اذن لا يعتبر في أفريقية اقل العلوم جدوى.

وشيئا فشيئا، اعيد تشكيل ماضي الجزائر بما يتلاءم مع هذا الهدف، حتى اصبحت "فرنسة" الجزائر هي الاصل واعتبر عهدها الاسلامي، اقتطاعا تعسفيا لهذا "الجزء من الغرب" الذي الحق بالمشرق مع الفتح العربي، حسب تعبير مارسي. بل هناك من المؤرخين الجغرافيين الفرنسيين من لم يتردد في انكار ان يكون لهذه المنطقة تاريخ: فهذا غوتيي يقول متحدثا عن المغرب العربي: "هذه بلاد ليس لها اسم معروف عالميا، مما اضطر الى اعطائها اسما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015