وسجلت كذلك الأغاني الصحراوية والأوراسية وظهرت أسماء في عالم الموسيقى الشعبية. اختلفت في حظوظ الشهرة وساعدت الظروف والوسائل بعض الفنانين بينما توقف الآخرون دون الهدف. ونشير إلى المغني الصحراوي قويسم محمد الطيب، والمغني القبائلي سعيد بن محمد (أو محند)، والشاوي (الأوراسمي) علي الخنشلي. كما سجلت أغاني كل من عبد الرحمن بن عيسى المتسغانمي والمسيلي (وهو اسم واحد لشخصين مختلفين)، وأحمد وهي الذي جمع بين الموسيقى والألحان الوهرانية والمشرقية (?). وكان التنافس على الجودة والإبداع قليلا لدى جميع هؤلاء المغنين الذين يبدو أن الشهرة قد أغرتهم وأغنتهم عن الجديد والتجديد. ومن الذين شذوا عن ذلك محمد ايقربوشن.
محمد إيقربوشن
كانت الظروف والموهبة قد لعبت دورا كبيرا في تكوين ايقربوشن، فأصبح بحق فنانا عالميا. فكيف حدث ذلك؟ ولد محمد في تمغوط (ولاية تيزي وزو) سنة 1907. ولعله كان طفلا لعائلة فقيرة، لأن أهله انتقلوا به (?) إلى العاصمة حيث تلقى تعليمه الابتدائي أثناء الحرب العالمية، وعاش في حي سوسطارة الشعبي إلى سنة 1919، وكان تعليمه على يد الآباء البيض (المبشرين)، ومنهم الراهب الرسام (روس Rouss الذي كانت له ورشة في القصبة ربما كانت موجهة لاصطياد أبناء المسلمين. ولكن حظ ايقربوشن أخذ يتغير بعد 1919، إذ انفتح أمامه باب جديد منذ زيارة أحد النبلاء الإنكليز