قال سالم: دخلت على الوليد بن عبد الملك فقال: ما أحسن جسمك، فما طعامك؟ قلت: الكعك، والزيت.

قال: وتشتهيه؟ قلت: أدعه حتى أشتهيه، فإذا اشتهيته أكلته.

وكان يقول: إياكم ومداومة اللحم، فإن له ضراوة كضراوة الشراب، وكان يلبس الصوف ويعمل بيديه، ويعالج أعماله ومصالحه بنفسه. ولما دخل سليمان بن عبد الملك الكعبة فرأى سالما قال له: سلني حوائجك.

فقال: والله لا سألت في بيت الله غير الله.

وكان بليغ النصح، كتب إليه عمر بن عبد العزيز: أن اكتب لي بشيء من رسائل عمر بن الخطاب.

وكتب إليه: يا عمر: اذكر الملوك الذين تفقأت أعينهم التي كانت لا تنقضي لذاتهم بها، وتفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها، وصاروا جيفا في الأرض تحت آكامها، لو كانت إلى جنب مساكن لنا لتأذينا بريحهم.

وتوفي في آخر ذي الحجة سنة ست ومائة، حيث حج هشام بن عبد الملك في تلك السنة وقدم المدينة فوافق موت سالم؛ فصلى عليه بالبقيع لكثرة الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015