روى الدارمي عن ابن عباس، قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصال: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم اليوم كثير، قال واعجبا لك، أترى الناس يفتقرون إليك، قال: فتركت ذلك وأقبلت أسأل؛ فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل، فآتي بابه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يابن عم رسول الله ما جاء بك، هلا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث، فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألونني فقال: هذا الفتى كان أعقل مني.
وعن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود: أما إن ابن عباس لو أدرك أسنانا ما عاشره منا أحد.
وكان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
ولما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة: مات حبر هذه الأمة، ولعل الله أن يجعل من ابن عباس خلفا.
وسئل ابن عمر عن آية فقال: انطلق إلى ابن عباس فاسأله؛ فإنه أعلم من بقي بما أنزل الله تعالى على محمد [صلى الله عليه وسلم] .
وكان ابن عباس كثير المعارف، يؤمه الناس للتفسير، والحديث، والفقه، والشعر.
عن عطاء قال: ما رأيت قط من مجلس ابن عباس: أكثر فقها، وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
وعن مجاهد قال: كان ابن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.
وعن ميمون بن مهران قال: لو أتيت ابن عباس بصحيفة فيها ستون حديثا.