وشرع الظاهر في هذه السنة في بناء سور مدينة القدس الشريف، بعد بناء سور الرملة، وخرّب المتولّون لعمله كنائس كثيرة في ظاهر المدينة وأخذت حجارتها، وعوّلوا على نقض كنيسة صهيون وكنائس غيرها أيضا، ليحملوا حجارتها إلى السّور،
فحدث في البلد زلزلة مهولة لم تشاهد ولا سمع بمثلها، آخر نهار الخميس لعشر خلون من صفر سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وسقط منها نصف أبنية مدينة الرملة وعدّة مواضع من سورها، وهلك من الناس فيها ما يعظم مقداره. وانقلبت مدينة ريحا (?) على أهلها، وكذلك نابلس، وقرى قريبة منها، وسقطت قطعة من جامع بيت المقدس، وديارة وكنائس في عملها، وسقط أيضا أبنية في مدينة عكا، ومات فيها جماعة، وغاب ماء البحر من ميناها ساعة، ثم رجع إلى حاله (?).