منهم عددا كثيرا،
وولّى جماعتهم منهزمين، وعمّر الروم ما خرب من سور المدينة وأعادوا إليها أبوابها، ورتّبوا فيها من الرجال، وأعدّوا سائر ما يحتاج إليه من السلاح والميرة وغير ذلك.
وعاد إليهم نفر من المسلمين أكثر عددا من النفر الأول، مجتمع من العرب والعجم والأكراد والحاضرة من أماكن بعيدة وقريبة، وحاصروا المدينة، وقاتلوا الروم، فاستظهر الروم عليهم وقتلوا منهم، ونكبوا عدّة كبيرة، فولّوا منهزمين خازين.
وقصد جماعة منهم من بعد منصرفهم عن الرّها بلد سميساط لخلوّه من عسكر الروم، واجتماعهم في الرّها، فأتوا عليه وأسروا منه وقتلوا جماعة، وعبروا بالأسارى في الفرات، فغرق أكثرهم وهلك (?).
وكان بنو نمير قد استولوا على جميع حصون الجزيرة، وحصل كلّ منها في يد أمير من أمرائهم، وتغلّب على حرّان بعض الأشراف، فاستعانوا بأحداثها وتقوّوا بهم على غيرهم. واستضاموا أهل المدينة ونهبوهم، وأفسدوا أحوالهم، وخرج أكثرهم عنها هاربين، وأخذوا أيضا مجمعا للصابئة، وهو