وفيها أيضا فتح صالح بن مرداس (?) مدينة حلب والقلعة وملكهما، وذلك أنّ أمراء عرب الشام، وهم يومئذ: حسّان بن المفرّج ابن الجرّاح أمير الطّائيّين، وصالح بن مرداس أمير الكلابيّين، وسنان بن عليّان أمير الكلبيّين، تواطأوا وجدّدوا حلفا بينهم على حال قد كانوا عليها قرّروها بينهم في أيام الحاكم، وفي أول أيام الظاهر. ورجعوا عنها،
وهي أنّهم يتعاضدون ويتّفقون على الاحتواء على جميع أعمال الشام وحلب، ويتوزّعون البلاد، فتكون فلسطين وما برسمها لحسّان ابن الجرّاح. ودمشق وما ينسب إليها لسنان بن عليّان وعشيرته. وحلب وما معها لصالح بن مرداس وبني كلاب. ثم إنّهم طالعوا باسيل الملك بما تمّ رأيهم عليه، وتوسّلوا إليه أن ينجدهم بعساكر ليشتهر عند عدوّهم اعتضادهم به واشتمالهم واشتماله عليهم، واستنادهم إلى ملكه. فلم ير إجابتهم إلى ما رغبوا إليه فيه، إذ هم خوارج على من ينتمون إليه، فاستصلحهم الظاهر حينئذ (?).
... [وكانت ولاية فلسطين قد ردّت إلى سديد الدولة عليّ بن أحمد