حلب.
وأرسل الحاكم إلى فتح يمنّيه ويعده (?) بالإحسان والإنعام، وزاده في لقبه «مبارك الدولة وسعدها» (?) وعزّها. ودار (به) (?) أصحابه وأشاروا عليه بالتسليم، فأجاب إلى النزول من القلعة، وسلّمها إلى سديد الدولة عليّ بن أحمد الضّيف، وأخذ فتح جميع ما فيها من المال والآنية الذهب والفضّة وغير ذلك من نفيس المتاع والسلاح، وما أمكنه حمله، وسار جميع العسكرية معه،
وعدل إلى صور وأقام بها (?) إلى أيّام الظّاهر بن الحاكم، وأخرج عنها بشناعته (?) العصيان بعد أن استجرّ (?) منه على طول المدّة جميع ما كان معه من المال، وباع أيضا ما استصحبه أوّلا فأوّلا، فأخذ منه ثمنه شيئا بعد شيء على سبيل/127 أ/القرض (للنفقة في) (?) العساكر، ونقل إلى ولاية بيت المقدس (?)،
وأخذ منه صور وصيدا وبيروت وأقام بها مديدة وعزل عنها وأعيد إلى صور، ومات فقيرا.
وقلّد الحاكم حلب بعد خروج فتح عنها لعزيز الدولة فاتك غلام وحيد (?) ولقّبه أمير الأمراء وسيّره إليها، ودخل إلى حلب يوم الأحد مستهلّ شهر رمضان سنة سبع وأربعمائة. وسار سديد الدولة الضّيف عنها (?).