تاريخ الانطاكي (صفحة 292)

راكبا فرس (?) بسرج ولجام حديديّ، ونزل بدار الإمارة بها، وأنشأ كتابا قريء على الناس بأن لا يقبّل (?) له أحد جملة (?) الأرض، وأنّ هذا شيء ينفرد به الله عزّ وجلّ. وجاب معه أموالا كثيرة من الحجاز، فأكلته العرب وحجزت عليه ولم يعطوه بحقّه الذي أهّلوه له، وأشرف على ضعف أمره.

[أبو الفتوح يعود إلى مكة ويدعو للحاكم]

وقد كان الحاكم بذل فيه أموالا جسيمة لحسّان بن المفرّج من أبيه أن يتمّ ذلك على أبي الفتوح، فأشار عليه [بالمسير] (?) وأنفذ معه غلاما من خواصّ غلمانه يعرف بأبي الغول إلى أن أوصله إلى مأمنه، فلمّا عاد إلى مكّة أقام بها الدّعوة إلى الحاكم على الرسم السّالف، بعد أن كان قد أقامها لنفسه، وكتب إلى الحاكم يعتذر ويغتفر، فقبل عذره ووصله وأحسن إليه (?).

[تغلّب بني الجرّاح على الشام ونزوح النصارى منه]

وحصل الشام في أيدي بني الجرّاح، وأقاموا متغلّبين عليه (?) إلى المحرّم سنة (أربع و) (?) أربعمائة، وعظمت مصادرتهم للناس مرّة بعد أخرى وتعسّفهم إيّاهم، فهرب من النّصارى المقيمين بالشام خلق كثير، وتوجّه جميعهم إلى بلاد الروم، وقصد أكثرهم اللاّذقية وأنطاكية وقطنوهما (?).

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015