وقلّد الراضي لمحمد بن رايق إمرة الأمراء، وفوّض إليه تدبير دولته، وأمر أن يخطب له على سائر المنابر التي في مملكته،
واستولى ابن رايق (?) على الأمور، واستكتب أحمد بن علي الكوفي، ونظر فيما كان الوزراء ينظرون فيه، وبطل منذ ذلك الوقت أمر الوزراء، فلم يكن للوزير نظر في شيء من الأشياء، ولا كان له غير اسم الوزارة، وكذلك سائر من تقلّد الإمارة لخلفاء بني العبّاس بعد ابن رايق، وإلى (?) هذه الغاية، وصارت أموال النّواحي تحمل إلى خزائن الأمراء، فيأمرون فيها وينفقون ما يرون، ويطلقون لنفقات السلطان ما يريدون، وعطّلت بيوت الأموال.
وولّى محمد بن رايق (?) الأهواز لغلام تركي يسمّى (?) بجكم (?) فعظم حاله وكثر ماله وتوفّر جيشه، فسار إلى بغداد لمحاربة ابن رايق، والتقيا بموضع يعرف بديالى (?) [في ذي القعدة من سنة 326] (?)، فانهزم ابن رايق،
ودخل بجكم إلى بغداد، وأكرمه الراضي وخلع عليه وجعله أمير الأمراء (?)، واستكتب [بجكم] (?): محمد بن يحيى بن شيرزاد (?) يدبّر الأحوال، فقام مقام الوزراء من غير تسمية بوزارة.
ومات الفضل بن جعفر (?) وزير/83 ب/الراضي بالرملة [في جمادى