جميع الشامات وديار مضر وديار ربيعة وديار بكر وتحصل (?) في يديه، وذلك أنه كان قد بنى أمره على قصد (?) سواد المدن والقرى التي يمرّها (?) فيغزوها ويحرقها ويسبي أهلها ومواشيها، وإذا بلغ وقت الحصاد للزروع (?) خرج وأحرق جميع الغلاّت، وترك أهل المدن يموتون جوعا، وكان لا يزال يفعل ذلك بهم سنة بعد سنة إلى أن تدفعهم (?) الضرورة إلى تسليم المدن إليه، فملك بذلك الثغور الشامية بأسرها والثغور الجزرية، وقتل من أهلها وسبى ما لا يحيط بعدده (?) إلاّ الله تعالى حتى كانت غزواته قد صارت كالنزهة له ولأصحابه لأنه لم يكن يقصد (لهم أحد ولا يخرج بين أيديهم وكان يقصد) (?) حيث يشاء ويخرّب [كيف أراد] (?) من غير أن يلقاه أحد من المسلمين يدافعه عمّا يريده (?). وقصد العرب دفعات فاستظهر عليهم، وأتى على جماعة منهم، فهابوه بعد ذلك وامتنعوا من الدّنوّ منه، فهابه المسلمون أكثر هيبة، ولم يكن يقف بين يديه أحد ولا تحدّ به (?) نفسه بأن يجوز له أن يكتب إليه، فضلا عن أن يقاومه (?).