فأرسل إليه جُبَّة ولحافًا.

وركب البساسيري يوم الْأضحى، وعلى رأسه الْألوية المصريّة، وعبر إلى المصلَّى بالجانب الشرقي، وأحسن إلى النّاس، وأجرى الجرايات على الفقهاء، ولم يتعصَّب لمذهب، وأفرد لوالدة الخليفة دارًا وراتبًا، وكانت قد قاربت التسعين.

صلب رئيس الرؤساء:

وفي آخر ذي الحجّة أخرج رئيس الرؤساء مقيّدًا وعليه طرطور، وفي رقبته مخنقة جلود، وهو يقرأ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْك} [آل عمران: 26] . فبصق أهل الكرخ في وجهه؛ لَأنه كان يتعصَّب للسُّنة، ثُمَّ صُلِبَ كما تقدَّم1.

مقتل عميد العراق:

وأمَّا عميد العراق فقتله البساسيريّ أيضًا، وكان شُجاعًا شَهْمًا، فيه فُتُوّة، وهو الذي بنى رباط شيخ الشيوخ2.

ذم الوزير المغربي لِفِعل البساسيريّ:

ثُمّ بعث البساسيريّ بالبشارة إلى مصر، وكان وزيرها الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب من البساسيري، فذمّ فِعْله، وخوّف من سوء عاقبته، فتُرِكت أجوبته مُدّة، ثمّ عادت بغير الذي أمله.

وسار البساسيري إلى واسط والبصرة فملكها، وخطب لها للمصريين3.

اهتمام طغرلبك بإعادة الخليفة:

وأمّا طغرلبك فإنه انتصر على أخيه وقتله4، وكرَّ راجعًا إلى العراق، ليس له هَمٌّ إِلَّا إعادة الخليفة إلى رتبته وعزه5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015