انهزام ملك الروم عند حلب:
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قَصَد حلب في ثلاثمائة ألف، ومعه أموال على سبعين جمّازة، فأشرف على عسكره مائة ألف فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنّها كبْسة، فلبس ملكهم خُفًّا أسودَ حتّى يخفي، فهرب. وأخذوا من خاصه أربعمائة بغْل بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة1.
الفتنة بين الهاشميّين والأتراك:
وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا النّاس، فاجتمع لهم الفُقَهاء وخلقُ من الكَرْخ وغيرها، وضجوّا بالاستعْفاء من الأتراك، فلمّا رَأَوْهم قد رفعوا أوراق القرآن على القَصَب رفعوا لهم قناةً عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجُرّ والنشّاب وقُتِل طائفة، ثمّ أُصلح الحال.
وكَثُرت العَمْلات والكَبْسات من البرجميّ ورجاله، وأخذ المخازن الكِبار وفتح الدّكاكين، وتجدّ دخول الأكراد المتلصِّصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات2.
امتناع الركْب من العِرَاقِ:
ولم يخرج رَكْبٌ من العراق في هذه السنة.
وفاة ابن حاجب النعمان:
وتُوُفّي ابن حاجب، النُّعمان الكاتب.
شراء ملك الروم نصف الرُّها:
وفيها اشترى ملك الروم الَّنْصرانيّ نصف مدينة الرُّها بعشرين ألف دينار من عُطَيْر النُّمَيريّ، فهدمَ الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها3.